إغواء العقل الباطن
27926268
27926268
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
<strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong><br />
ظهر في عام ١٩٩٠ يُقنِعه املُزارِ ع الفرنسي القليل الحيلة بأن يجوب املزرعة بحثًا عن<br />
الدواجن التي يريدها ويناديها: «تشيكي، تشيكي، تشيكي.» وأظهرتِ الإعلانات التي<br />
جاءت بعد ذلك هذا املشتري راكبًا منطاده ويكتشف باملصادفة جبن ستلتون من منطقة<br />
ميلتون موبراي الذي بدأ إنتاجه منذ ٢٦٠ عامًا يصطدم بسيارته الصغرية ويأتي عبر<br />
العنب الإيطالي املتميز وما إلى ذلك. وأخريًا يصل إلى الدجاج الذي بحث عنه طويلاً لريد َّه<br />
بكل شفقة إلى الغابات مرة أخرى طليقًا.<br />
إلى جانب طرائف دادلي مور وتصرفاته الغريبة، فإن هذه الحملة عَرَضَ تْ بذكاء<br />
مجموعة كاملة من املنتجات العالية الجودة الجديدة واملختلفة، وجميعها كانت متوافرة<br />
بصورة منتظمة في متاجر تيسكو. أتذك َّر شرائي املتكر ِّر للدجاج الفرنسي العضوي الذي<br />
يتغذ َّى على الذرة والذي يُباع لدى تيسكو، والذي كان، على نحو مدهش، ذا قيمة جيدة<br />
ولذيذًا جدٍّا. ولكن ملاذا استُخدم هذا الإعلان الغريب الساخر؟ بالتأكيد كانت الرسالة<br />
التي وج َّهها للناس هي أن الإنتاج الجيد لدى تيسكو قد حدث عن طريق املصادفة،<br />
وأن متاجر الشركة البراقة الجديدة تُخفِ ي وراءها متاجر قديمة فوضوية وغري منظمة<br />
بالصورة التي كانت عليها املتاجر القديمة، فكيف هذا؟<br />
الجواب بالطبع هو أن إعلانات دادلي مور كانت مثالاً رائعًا للإعلانات التي تخدع<br />
عقلنا <strong>الباطن</strong>. ما فعلتْه تلك الإعلانات أنها أظهرتْ أن تيسكو، بعيدًا عن كونها متعجْرِفة<br />
على نحو لا يُطاق كما كانت في إعلانات روبرت كارير، كانت سعيدة بالسخرية من<br />
هَ وَسِ ها بالجودة والأصالة في أغذيتها. كانت النتيجة هي أننا جميعًا نشعر على مستوى<br />
اللاوعي بأن تيسكو لا بد أن تكون ناجحة وجيدة جدٍّا فيما تفعله. ومع كل ذلك،<br />
نحن نعلم أن أولئك الذين هم واثقون للغاية لا يُمانِعون أن يكونوا مثارًا لنكات الناس<br />
وضحكهم؛ والأشخاص الذين يفتقرون إلى الثقة أو لديهم شيء يحاولون إخفاءه هم<br />
أولئك الأشخاص الذين يفضلون إخبارهم بمدى روعتهم.<br />
كانت النتيجة أنه على مدى فترة امتدت ٣ سنوات، تنامت شهرة تيسكو بسرعة<br />
فائقة. وبحلول عام ١٩٩٢، وقت نهاية حملة دادلي مور، حققت الشركة هدفها بأن<br />
أصبحت أكبر سلسلة متاجر في اململكة املتحدة. لم تمر ثلاث سنوات أخرى إلا وأطلقت<br />
الشركة حملة دوتي؛ لذلك لم تكن حملة دوتي هي التي حققت لها الريادة في السوق،<br />
ولكن يرجع الفضل في ذلك إلى حملة دادلي مور.<br />
262