25.12.2016 Views

إغواء العقل الباطن

27926268

27926268

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

نموذج خداع اللاوعي<br />

تُبني ِّ الأبحاث أن مقدار التسلية فيها تراجَع بمعد َّل النصف تقريبًا على مدار العشرين<br />

سنة املاضية.‏ ولكننا لا نعتبر الإعلانات في أغلب الأحيان على درجة كبرية من الإزعاج؛<br />

فنحن نعلم تمام العلم أن الإعلانات التليفزيونية هي ما تدفع فاتورة القنوات املفض َّ لة<br />

لدينا،‏ وأنه يجب علينا ألا َّ نشكو أو نتذم َّر منها على الإطلاق.‏<br />

ولأننا لا نمانع في أن تُعرض علينا الإعلانات التليفزيونية،‏ ولا نتوقع أيضً‏ ا أن تخبرنا<br />

بالكثري من الأشياء الجديدة املهمة،‏ فإننا نكون على استعداد ملشاهدتها دون اشمئزاز أو<br />

إعراض.‏ هناك بعض الإعلانات املصم َّمة بطريقة جميلة،‏ أو تصاحبها موسيقى جذ َّابة،‏<br />

أو تعرض لنا قصصً‏ ا لطيفة،‏ أو تُبرِز الكثري من املشاهد الطبيعية.‏ وتُعرَض من وقت<br />

لآخر إعلانات خفيفة الظل ومسلية،‏ ولكن بما أننا لا نَدَعُ‏ أنفسنا نَقَع فريسة للرسائل<br />

التي توجهها هذه الإعلانات،‏ فما العيب في أن نشاهدها إذن؟<br />

ليس هناك عيب في ذلك بشرط ألا َّ تُمانِع في أن تخضع علاقتك بالعلامة التجارية<br />

للتلاعب اللاواعي وأن يزداد تعل ُّقك بها على مستوى اللاوعي؛ وذلك لأن هذا هو ما يحدث<br />

في أغلب الأحيان.‏ ويُعَد ُّ إعلان دوف سوبر باول مثالاً‏ على ذلك.‏<br />

دراسة حالة:‏ إعلان دوف سوبر باول<br />

تُعرف دوف دومًا بحملاتها الإعلانية الجريئة،‏ فحملتا ‏«الجمال الحقيقي»‏ و«العودة<br />

بالزمن»‏ هما مجرد مثالني على ذلك.‏<br />

في عام ٢٠٠٦، وكجزء من حملتها املشهورة ‏«الجمال الحقيقي»،‏ قررت شركة دوف<br />

أن تُنشِ‏ ئ صندوقًا أطلقتْ‏ عليه اسم ‏«صندوق دوف لتقدير الذات»،‏ ليكون بمثابة عامل<br />

مهم في تعليم البنات الصغار والفتيات مفهومًا أشمل للجمال.‏ 4 ودعمًا لتلك الخطوة<br />

الطموحة،‏ قد َّمتِ‏ الشركة إعلانًا تليفزيونيٍّا عُرِض خلال مباريات السوبر باول في عام<br />

٢٠٠٦. وباستخدام أغنية املطربة سيندي لوبر ‏«ترو كلرز»‏ ‏(ألوان حقيقية)‏ الشهرية<br />

كخلفية للإعلان،‏ عرضت الشاشة فتياتٍ‏ تتراوح أعمارهن بني ٧ و‎١٠‎ سنوات كُن َّ يَبدونَ‏<br />

يائساتٍ‏ مكتئبات،‏ ثم يَظهَرْنَ‏ في الإعلان سعيدات ومُفعَمَات بالحيوية وواثقات.‏<br />

كثري من الناس يسخرون جدٍّا من إعلانات كهذه،‏ وعلى مستوى الوعي يعترضون<br />

على فكرة الإعلان ويشك ِّكون في مدى جدواه في إثارة اهتمام املُشاهد،‏ وقد يقول أحدهم<br />

شيئًا من قَبِيل:‏ ‏«أراهن على أن الشركة أنفقت مالاً‏ على عرض هذا الإعلان ضمن مباريات<br />

السوبر باول أكثر مما أعطت لدعم هؤلاء الأطفال.»‏ ولكن الإعلان الذي يوض ِّ ح التحول<br />

213

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!