إغواء العقل الباطن
27926268
27926268
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
آلية التواصل<br />
تُعرض عليها الإعلانات ومقارنتهم بها. لم يكن هناك اختلاف، وكانت الخلاصة حسب<br />
تعبري الباحثني أنفسهم على النحو التالي:<br />
تشري نتائجنا إلى أن الإعلان له إمكانية التأثري على قرارات الشراء املستقبلية<br />
حتى وإن لم يتعامل الأشخاص، املشغولون بمهمة أخرى، مع الإعلان بيقظة،<br />
وبهذا لا يتذكرون قط أنهم رأَوا الإعلان. (شابريو وآخرون، ١٩٩٧)<br />
ما الذي يفسر هذه النتائج الاستثنائية؟ هل أن املواد أُدركت حسيٍّا على سبيل<br />
املصادفة في نطاق الرؤية املحيطية، كما في اختبار مجرد التعرض، وأن هذا الإدراك<br />
الحسي زاد أُلْفَتَهم، التي بدورها زادت درجة التفضيل لديهم؟ أم أنه تم التركيز على<br />
الإعلانات والتعامل معها، لكن التعرض كان خاطفًا إلى حد ِّ أنها نُسيت بالكامل؟ من<br />
املحتمل أن الإجابة مزيج من الاثنني، لكنْ أيٍّا كان التفسري، هذا الاختبار يبني ِّ أن ما يمكن<br />
أن يؤثر على سلوكك لا يقتصر على الأشياء التي تنظر إليها «مباشرة» في إعلان ما.<br />
أختتم هذا الفصل باقتباس السطر الأول من خلاصة هذا البحث، فقد قال الباحثون:<br />
«لا بد أن تكون نتائج هذه الدراسة مشج ِّعة جدٍّا لشركات الإعلانات.» (شابريو وآخرون،<br />
١٩٩٧) ونحن نتوقع هذا. لكن هذه التجربة، التي نُشرت في مجلة عاملية شهرية، لم<br />
يُعلِنْها القائمون على صناعة الإعلان قط، وعلى حسب علمي لم يتم تكرارها أبدًا. ملاذا؟<br />
لأن صناعة الإعلان تتمسك باعتقادها أن النوع الأكثر يقظة فقط من أنواع التواصل<br />
الثلاثة — النوع الخاص بالتعلم النشط — هو الذي يتمتع بأهمية فعلية. وأحد أسباب<br />
تمسكهم بهذا الخط هو أن وكالات الإعلانات بَنَتْ سمعتَها على كونها قادرة على تشجيعنا<br />
على إيلاء املستويات العالية من الانتباه الضرورية لتسهيل التعلم النشط. وهم يفعلون<br />
هذا باستخدام قدرتهم الإبداعية، وفي الفصل القادم أوض ِّ ح ملاذا هم ليسوا ناجحني بالقدر<br />
الذي يعتقدونه.<br />
111