25.12.2016 Views

إغواء العقل الباطن

27926268

27926268

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

نموذج خداع اللاوعي<br />

العبوات بأصناف مختلفة من سمك التونة،‏ فمنه القِ‏ طَع الكبرية،‏ ومنه القِ‏ طَع الصغرية،‏<br />

ومنه الشرائح،‏ ومنه القِ‏ طَع املَخلِية.‏ وقد اختلف النوع نفسه من أسماك التونة العادية<br />

إلى أسماك التونة الوثابة،‏ وأسماك التونة الآسيوية وأسماك التونة ذات الزعنفة الصفراء.‏<br />

ومن هذه الأنواع ما نُقِ‏ ع في محلولٍ‏ ملحي،‏ ومنها ما وُضع في زيت دَو َّار الشمس،‏ ومنها<br />

ما وُضع في زيت الزيتون،‏ ومنها ما وُضع في صوص الطماطم،‏ ومنها ما وُضع في صوص<br />

املايونيز،‏ ومنها ما وُضع في صوص املسطردة وغري ذلك.‏ كل هذه الأنواع على اختلافها<br />

كانت تحمل علامات تجارية لأربع أو خمس شركات.‏<br />

وعندما شعرتُ‏ بأن الاختيار صعب،‏ قررتُ‏ أن أنف ِّذ استراتيجيةً‏ بسيطة،‏ وذلك من<br />

خلال اختيار علامة تجارية معينة تَصِ‏ ف نفسها بأنها ‏«صديقة للدلافني»،‏ ومع ذلك<br />

وجدتُ‏ أن كل العلامات التجارية الأخرى تحمل نفس الشعار وتنسبه لنفسها،‏ وهي<br />

مشكلةٌ‏ أخرى،‏ فمعظم العلامات التجارية تقريبًا تعرض الشيء نفسه ولكن في حُل َّةٍ‏<br />

مختلفة.‏<br />

ومن ثَم َّ يجد املستهلك نفسه في حالةٍ‏ شديدةٍ‏ من الحرية والاستنزاف النفسي<br />

… نظرًا ل ‏«فرط عدد الخيارات»‏ كما هو مبني َّ في الفصل الثالث.‏ وهذا بالضبط ما<br />

جعل فان أوسيلري وألبا يكتشفان أن الطلاب يختارون العلامات التجارية بغض ِّ النظر<br />

عن خصائص املنتج.‏ لقد صار الأمر طبيعةً‏ إنسانيةً‏ مستحدثة؛ حيث أصبحنا نبحث<br />

عن أسهل الطرق وأقصرها حفاظًا على الوقت والجهد.‏ ولا يقتصر الحال على املنتجات<br />

البسيطة،‏ بل يمتد إلى املنتجات الكبرية واملهمة؛ فعلى سبيل املثال،‏ يُقال إن َّ تعط ُّل الغسالة<br />

الكهربائية من أكثر املشكلات التي نواجهها إرهاقًا ‏(بعد الطلاق وشراء منزل)؛ لذا صار<br />

من املنطقي أن يبحث املستهلكون عن أكثر املنتجات والعلامات التجارية موثوقية.‏ ولكن<br />

حاوِ‏ لْ‏ أن تذهب إلى أحد الأسواق،‏ وستجد نفسك في حَريْ‏ ة من أمرك للمفاضلة بني علامات<br />

تجارية تختلف فيما بينها من حيث برامج التشغيل،‏ وسرعة الدوران،‏ وكونها صديقة<br />

للبيئة من عدمه،‏ وأسعارها،‏ ولن تجد دليلاً‏ واحدًا يرشدك إلى أي املنتجات أو العلامات<br />

التجارية أكثر مصداقية.‏ وليس من املستغرب أن جريارد تيليس يرى أنه ‏«على العكس<br />

تمامًا من التصور الشائع،‏ فإن أكثر املستهلكني لا يبذلون جهدًا كافيًا في البحث الجاد،‏<br />

حتى إنْ‏ تعلق الأمر بمنتجات ذات تكلفة مرتفعة أو يشترونها على فترات متباعدة»‏<br />

‏(تيليس،‏ ١٩٩٨).<br />

والآن،‏ كيف نخرج بقرارٍ‏ مناسبٍ‏ في هذا العالَم املحكوم بفرط الخيارات؟ الإجابة<br />

هي أننا نعتمد على الخطة الاحتياطية التي وضعها داماسيو،‏ أو ما سم َّاه ‏«التفعيل<br />

205

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!