25.12.2016 Views

إغواء العقل الباطن

27926268

27926268

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

املعالجة العاطفية<br />

أبدى زايونتس أيضً‏ ا بعض امللاحظات بخصوص عملية التواصل،‏ فأشار على سبيل<br />

املثال إلى أن ‏«الفشل الذريع في تحقيق تغيريٍ‏ ملموس في السلوك من خلال الأنماط<br />

املختلفة للتواصل أو الإقناع يُعَد ُّ مؤشر ِّ ‏ًا إلى أن العاطفة مستقل َّة إلى حد ٍّ كبري ولا تتأثر<br />

باملعرفة في أغلب الظروف»‏ ‏(زايونتس،‏ ١٩٨٠).<br />

واختتم زايونتس ملاحظاته بالإشارة إلى أن املعرفة والعاطفة تعتمدان على أجهزةٍ‏<br />

نفسية وبيولوجية منفصلة.‏ صقل جوزيف لودو (١٩٨٨) تلك الفكرة لاحقًا،‏ فافترض<br />

أن هناك دائرتني عاطفيتني تعملان في حالةٍ‏ من التوتر؛ أولاهما:‏ الاستجابة السريعة<br />

التأثري التي تمر بجوار قشرة الدماغ املسئولة عن جزء ‏«املعرفة»‏ وتسمح لنا بالاستجابة<br />

السريعة في املواقف التي تنطوي على أي تهديد.‏ وثانيتهما:‏ دائرة الاستجابة بطيئة التأثري<br />

التي تمر من خلال قشرة الدماغ وتنتج تقييمًا مفص َّ لاً‏ عن املعنى العاطفي للموقف<br />

وتسمح لنا أيضً‏ ا بالتصرف في تلك املواقف على النحو الأنسب.‏<br />

فسر َّ لودو النظامني من خلال شرح رد ِّ فعل أحد الأشخاص إنْ‏ شَ‏ اهَ‏ دَ‏ عصً‏ ا وحسِ‏ بَها<br />

ثعبانًا على ممر في الأدغال،‏ فالصدمة الأولى تول ِّد استجابة سريعة التأثري متمث ِّلة في القفز<br />

إلى الوراء والتصبب عرقًا.‏ ثم تتعرف الاستجابة املعرفية بطيئة التأثري على الشيء باعتباره<br />

عصً‏ ا ويَهدَأ روع هذا الشخص.‏ يُلاحظ أن كلتا الاستجابتني يمكن أن توصفا بأنهما<br />

نوع من ‏«الإثارة»،‏ ولكن الاستجابة الأولى غريزية بطبيعتها والثانية يدفعها الإدراك أو<br />

املعرفة.‏ يستشهد القائمون على صناعة الإعلان بأفكار لودو على نطاق واسع،‏ ولكن<br />

جديرٌ‏ بالذكر أنه قد تم تطوير هذا النموذج خِ‏ ص ِّ يصىَ‏ لتوضيح الاستجابات املرتبطة<br />

بالتوتر.‏ تنشأ هذه الاستجابات للعاطفة الشديدة الوطأة من آنٍ‏ لآخَ‏ ر في بعض أنواع<br />

الإعلانات ‏(مثل إعلانات الخدمة العامة)،‏ لكن قل َّما يكون ذلك املضمون العاطفي الشديد<br />

حاضرً‏ ا في الإعلانات الخاصة بعلامات تجارية.‏<br />

العاطفة والشعور<br />

ينظر معظم الناس إلى كلمتي ‏«العاطفة»‏ و«الشعور»‏ باعتبارهما لفظتني مترادفتني،‏<br />

وعندما يتعرض الناس لضغط غالبًا ما يقولون إن مشاعرهم هي السبب في استجاباتهم<br />

العاطفية.‏ أما في علم النفس،‏ فالعكس صحيح،‏ فالاستجابات العاطفية هي التي تقود<br />

مشاعرنا.‏<br />

133

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!