25.12.2016 Views

إغواء العقل الباطن

27926268

27926268

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

اللاوعي التكي ُّفي<br />

إذن فإن الافتراض الذي افترضه دينيت هو أن ما يحر ِّك تفكرينا وأفعالنا ليس<br />

الوعي ولكن عقلنا <strong>الباطن</strong> ‏(اللاوعي).‏ فعلى الأرجح لا يكون وعينا أكثر من مجرد<br />

‏«دليل»‏ على مستوًى أعلى من املعالجة املستمرة داخل أذهاننا.‏ ويمكنك تشبيه ذلك<br />

بجهاز كمبيوتر مزو َّد بشاشة.‏ فجهاز الكمبيوتر يقوم بجميع عمليات التفكري والحساب<br />

واملعالجة وبعض من هذه الأشياء يتم عرضه على الشاشة،‏ ولكن َّ الشاشة لا تتخذ فعليٍّا<br />

أي قرارات أو تقوم بتنفيذ أي مهام.‏<br />

أفكار دينيت ليست جديدة تمامًا؛ فقبل بضع سنني،‏ أجرى بنجامني ليبيت سلسلة<br />

من التجارب على عدد من املرضى،‏ وهذه التجارب كانت تبحث الفكرة الكاملة املتعلقة<br />

بطريقة عمل عقولنا ‏(ليبيت وآخرون،‏ ١٩٧٩). وقد اكتشف ليبيت أنه من خلال إثارة<br />

جزء معني من الدماغ يمكن أن يتولد لديك شعور ب ‏«تنميل»‏ في يدك،‏ واكتشف أيضً‏ ا<br />

أنه يمكنك الشعور بتنميل مماثل من خلال إثارة اليد كهربائيٍّا على نحو مباشر؛ ومِن<br />

ثَم فقد مك َّنه هذا الأمر من مقارنة استجابة اليد التي تمت إثارتها مباشرة بالاستجابة<br />

الناتجة عن إثارة الدماغ.‏ وقد فُسر ِّ هذا الأمر بأنه نظرًا لأن املُثري الذي أثار اليد قد احتاج<br />

وقتًا للانتقال إلى الدماغ وإخباره بالأمر،‏ ينبغي أن يستغرق مثري اليد وقتًا أطول قليلاً‏<br />

‏(نحو ٥٠٠ ملي ِّ ثانية)‏ من مثري الدماغ املباشر.‏<br />

ولكن ليس هذا هو ما حدث،‏ فقد أظهرتِ‏ النتائج أن كِلاَ‏ املُثريَيْن لوحظ أنهما حدثا<br />

في الوقت الذي تمت فيه إثارة اليد.‏ وليس من املستغرب أن يكون املجتمع العلمي قد<br />

نظر إلى هذه النتائج باعتبارها حالة شاذة.‏ وكما يصف دينيت ذلك الأمر،‏ فإنه يشبه إلى<br />

حد ٍّ ما وصول مسافر قادم من الضواحي إلى املدينة تمامًا في وقت وصول أحد الأشخاص<br />

القاطنني هناك بالفعل.‏ وقد قام <strong>العقل</strong> بطريقة ما بإعادة مُثري الدماغ املباشر زمنيٍّا إلى<br />

الوراء للنقطة التي كانت ستتم عندها إثارة اليد حال إثارتها.‏ وهذا بالطبع لم يحدث<br />

أبدًا.‏<br />

اقترح ليبيت أن التنميل قد حدث على مستوى اللاوعي وبعد ذلك تمت إعادته إلى<br />

الوعي بجانب إطار زمني تصحيحي جعله يبدو وكأنه متصل باملثري املفترض لليد.‏ يقول<br />

ليبيت نصٍّ‏ ا:‏ ‏«يبدو أن الشروع في تنفيذ عمل إرادي حر يبدأ من الدماغ على مستوى<br />

اللاوعي،‏ قبل أن يعرف الشخص على مستوى الوعي أنه يريد القيام به.»‏ ‏(ليبيت،‏ ١٩٩٩)<br />

هذا الأمر ليس غريبًا كما قد يبدو؛ لأننا نعلم أن عقولنا تكون قادرة على القيام<br />

بجميع أنواع الوظائف التصحيحية.‏ هل تتذكر من الفصل السادس ما تفعله أدمغتنا في<br />

147

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!