إغواء العقل الباطن
27926268
27926268
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
<strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong><br />
فمع نهايات القرن التاسع عشر وضع السيد لويس نهجًا للبائعني املتجو ِّلني بني املنازل<br />
يتكون من أربع خطوات:<br />
• الاستحواذ على «الانتباه».<br />
• إثارة «الاهتمام».<br />
• خلق «الرغبة».<br />
• وأخريًا، الفوز ب «استجابة» عن طريق إتمام صفقة البيع.<br />
أد َّى انتشار هذا النهج الذي يرك ِّز على أربعة عناصر (الانتباه، الاهتمام، الرغبة،<br />
الاستجابة) إلى بزوغ أول نموذج تطبيقي رسمي للإعلان (باري وهاورد، ١٩٩٠)،<br />
ولا يزال يؤمن الكثري من الشركات املُعلِنة في عصرنا أن صناعة الإعلان تقوم على أساس<br />
هذا النموذج.<br />
ومِن ثَم َّ، وعودةً للحديث عم َّا تريد الشركة أن تَبِيعه، تكمن الخطوة الأولى في تلك<br />
العملية في التفكري في الرسالة أو الاقتراح الذي قد يغري ِّ معتقداتنا بخصوص املنتج<br />
املعروض ويدفعنا لشرائه. من الضروري أن تكون تلك الرسالة قادرةً على إقناعنا<br />
بأن املنتج املعروض أجود، أو أفضل، أو أحدث، أو أذكى، أو أكثر إثارة من منتجات<br />
املنافسني، وأنا على يقني من فهمكم لهذه النقطة تحديدًا. تستنبط الشركة تلك الرسالة<br />
بالتعاون مع وكالة الإعلان، ولدى اطمئنان الجميع بأن الرسالة تتضمن جميع املميزات<br />
التي يت َّسم بها املنتج املعروض، يتوجهون إلى مجموعة أكثر أهمية داخل وكالة الإعلان<br />
ويُطلَق عليها اسم «الفريق الإبداعي» (لا بد أن هذا الفريق على قدْر بالِغ من الأهمية؛<br />
لأنه، مثلما تم َّ عرضُ ه في املسلسل الأمريكي «رجال مجانني»، يحصل على مبالغ مالية<br />
كبرية مقابلَ مجرد التواجد في املكان وتقديم القليل جدٍّا من العمل).<br />
يبتكر هذا الفريق فكرةً إبداعيةً لتسويغ ما تحصل عليه الوكالة من العميل من<br />
مبالغ كبرية (وأتمن َّى أن تعذروا سخريتي؛ فلقد عملتُ في صناعة الإعلان لفترةٍ طويلةٍ<br />
«جدٍّا»). لا توجد أي علاقة بني تلك الفكرة الإبداعية وما يتم الإعلان عنه، وفي بعض<br />
الأحيان لا توجد أي علاقة بينها وبني الرسالة التي ترغب الشركة في توصيلها. على<br />
أي حال، ما يهم ُّ هو أنه لدى شعور الجميع بالسعادة بتلك الفكرة الإبداعية، يمكنهم<br />
بسهولة استنباط الرسالة منها، وعليه يُصبِح الإعلان جاهزًا للعرض؛ ومِن ثَم َّ يتم ُّ عرض<br />
الإعلان على شاشة التليفزيون أو بأي جريدة أو أي وسيلة إعلامية أخرى، وفور إتمام<br />
هذه الخطوة، يجلسون منتظرين النتائج … أمرٌ بسيط.<br />
30