25.12.2016 Views

إغواء العقل الباطن

27926268

27926268

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

<strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong><br />

بمنأًى عن الوعي كما يُمكن أن تُحدِث تحولات في الذاكرة العاملة والانتباه<br />

والتفكري بحيث تنحاز عملية صنع القرار نحو اختيار الإجراء الذي من املرج َّح<br />

أن يؤدي لأفضل النتائج.‏ ‏(داماسيو،‏ ٢٠٠٣)<br />

هذا السلوك يحدث على نحو متكرر في الأوقات التي يكون فيها املنطق أقل فعالية ويكون<br />

‏«التفكري»‏ في القرار أمرًا صعبًا.‏ يقول داماسيو:‏<br />

في بعض الأحيان يُمكن أن يؤدي املسار ‏«ب»‏ إلى قرار ما على نحو مباشر،‏<br />

مثلما يُثري الشعور الغريزي استجابة فورية.‏ أنماط القرار املثرية التي وصفها<br />

دانيال كانمان وعاموس تفريسكي تكون على الأرجح ناتجة عن سلوك املسار<br />

‏«ب».‏ ‏(داماسيو،‏ ٢٠٠٣)<br />

الحالة الكلاسيكية التي تتأثر فيها عملية اتخاذنا لقرار عقلاني تحدث عندما لا<br />

يكون لدينا وقت كافٍ‏ ؛ على سبيل املثال،‏ عندما يتصل شخص ما بامرأة لا تعرفه من<br />

أجْل مُواعَدة في املساء،‏ فالأرجح أنه لا يكون هناك متسع من الوقت أمام املرأة ‏«لتفك ِّر»‏<br />

إلى أي مدًى هي تَثِق بهذا الشخص؛ لذلك فإن حدسها يُقَي ِّم شعورَها إزاء هذا الشخص<br />

والتجارب السابقة التي خاضتْها هي أو إحدى صديقاتها عندما قَبِلْنَ‏ مواعدات من غري<br />

ترو ٍّ ودون استعداد؛ ومن ثم تتخذ قرارًا فوريٍّا إما بالقبول وإما بالرفض ‏(وهو الأكثر<br />

شيوعًا).‏ بالطبع يمكن أن تتعل َّل هذه املرأة قائلة:‏ ‏«آسفة،‏ أنا مشغولة/عندي مَوعِد آخَ‏ ر<br />

هذا املساء/سوف أخرج في نزهة مع كلبي»،‏ أو أي مبر ِّر آخَ‏ ر غالبًا ما يكون غري مُقنِع.‏<br />

توضح إحدى التجارب التي نُشرت عام ١٩٩٩ كيف أن سلوك املسار ‏«ب»‏ يؤثر<br />

على القرارات اليومية البسيطة ‏(شيف وفيدوريكني،‏ ١٩٩٩). أعطى شيف وفيدوريكني<br />

الطلاب مهمة غري ذات صلة ليؤد ُّوها،‏ وعَرَضَ‏ ا عليهم جائزة؛ إما كيك الشوكولاتة أو<br />

سلطة الفواكه.‏ طُلب من نصف العينة أن يختاروا قبل بدء املهمة ‏(مقيدة بوقت)،‏ وأُخبر<br />

النصف الآخر بأنهم يستطيعون اتخاذ قرارهم بعد إنجاز املهمة ‏(غري مقيدة بوقت).‏<br />

أظهرتِ‏ النتائج أنه في حالة املهمة املقيدة بوقت،‏ كان الطلاب،‏ أكثر ميلاً‏ بكثري لتفضيل<br />

كيك الشوكولاتة الأكثر جذْبًا من الناحية الشعورية على سلطة الفواكه الأكثر جذْبًا من<br />

الناحية <strong>العقل</strong>انية،‏ والعكس صحيح.‏<br />

تكررت النتائج عندما كان الجهد املعرفي محدودًا،‏ عندما طُلب من املشاركني أن<br />

يتذكروا إما عددًا مكونًا من سبعة أرقام أو رقمني.‏ يُشري هذا إلى أنه عندما يتخذ املرء<br />

182

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!