25.12.2016 Views

إغواء العقل الباطن

27926268

27926268

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

<strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong><br />

يبدأ الإعلان الذي يستمر ملدة دقيقة واحدة بالأم دوتي وهي تتسل َّل وتُفاجِ‏ ئ ابنتها،‏<br />

التي تعمل بهدوء على مكتبها،‏ حاملة في يَدَيْها سمكة من أسماك التروتة الكبرية الحجم<br />

قائلة:‏ ‏«لا يعجبني شكل هذه السمكة.»‏ فتسألها الابنة:‏ ماذا بها؟ وتوض ِّ ح أن السمكة<br />

تبدو طازجة.‏ وتُجيب الأم دوتي:‏ ‏«أعلم أنها طازجة،‏ ولكنها تبدو متجه ِّمة.»‏ وهنا تبدو<br />

علامات الدهشة والتعج ُّب على وجه الابنة.‏ وتتابع دوتي كلامها:‏ ‏«إن فمها متجِ‏ ه لأسفل<br />

من جانبيه!‏ انظري.»‏ وتقل ِّد دوتي منظر السمكة بأن تجعل جانبي فمِ‏ ها متجهَنيْ‏ لأسفل،‏<br />

وتنتقل الكامريا لسمكة التروتة املسكينة التي تبدو بائسة للغاية.‏ وفي محاولة من الابنة<br />

لتهدئة أمها التي تبدو متوترة بعض الشيء،‏ تقول لها:‏ ‏«أمي،‏ إنها مجرد سمكة تروتة،‏<br />

وقد خُ‏ لقت بهذا الشكل.»‏ وهنا تنطلق الأم قائلة:‏ ‏«أعتقد أنه لا بد لنا من إعادة هذه<br />

السمكة.»‏ وهنا تسألها الابنة متهك ِّمة:‏ ‏«إعادتها إلى أين؟ إلى بحرية ويندرمري؟»‏ فترد الأم:‏<br />

‏«لا،‏ إلى تيسكو.»‏ وهنا ترد الابنة التي نَفِ‏ د صبرها:‏ ‏«لا يمكن إعادة السمكة ملجرد أنها<br />

تبدو بائسة،‏ وماذا تتوق َّعني منهم أن يقولوا لك؟ سيدتي تفض َّ لي هذه السمكة املبتَهِ‏ جة<br />

بدلاً‏ من تلك البائسة؟»‏ وتنتقل الكامريا إلى بائع الأسماك الذي يعمل في تيسكو والذي<br />

يبدو هادئًا ولطيفًا وهو يُعطي دوتي سمكة جديدة مكررًا هذه العبارة نفسها:‏ ‏«سيدتي،‏<br />

خذي سمكة موسى املبتَهِ‏ جة هذه بدلاً‏ منها.»‏ عندئذٍ‏ تبتسم الأم في سعادة:‏ ‏«نَعَمْ،‏ هذه<br />

هي السمكة التي أريدها.»‏ ويأتي الصوت الرخيم للمعل ِّق ليقول لنا:‏ ‏«إذا لم تكن راضيًا<br />

عن منتجاتنا لأي سبب كان؛ فإن تيسكو تغري ِّ ها لك أو تُعِ‏ يد إليك ما دفعتَه.»‏ وفي نهاية<br />

املطاف،‏ نجد الابنة غاضبة ودوتي تَخرج حاملة سمكتها الجديدة قائلة:‏ ‏«إن السمكة<br />

تُشبِه زوجي الأول وسوف أستمتع بطهيها.»‏ وينتهي الإعلان بصوت املعل ِّق وهو يقول<br />

الشعار:‏ ‏«تيسكو،‏ أشياء بسيطة تصنع فارقًا كبريًا.»‏<br />

مما لا شك فيه أن تلك الحملة الإعلانية كانت متميزة،‏ وكان ذلك الإعلان رائعًا<br />

كبداية للحملة.‏ استمرت الحملة ملا يقرب من عشر سنوات معلِنة عن مبادرات من تيسكو<br />

بطريقة نكران الذات نفسها هذه.‏<br />

لكنْ‏ لم تكن تلك الحملة هي املسئولة عن تحقيق تيسكو الريادة في اململكة املتحدة،‏<br />

تلك كانت حملة أخرى توارت بمرور الزمان،‏ ولكنْ‏ لاستيعاب ما أقوله لا بد لنا من<br />

الرجوع إلى بداية قصة تيسكو.‏<br />

بدأت العلامة التجارية تيسكو عام ١٩٢٤ عندما قام جاك كوهني،‏ أحد التجار<br />

املغامرين،‏ بشراء شحنة من الشاي من شخص يُدعَى السيد تي إي ستوكويل،‏ وقر َّر<br />

260

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!