إغواء العقل الباطن
27926268
27926268
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
<strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong><br />
بجائزة فعالية الدعاية والإعلان التي يمنحها معهد ممارسي الإعلان (ماكجيل ونودل،<br />
١٩٩٥؛ داي وآخرون، ٢٠٠٥). فالوكالة لم يَخطُر ببالها أن موسيقى الإعلان تمتلك هذا<br />
القدْر من التأثري.<br />
فما السبب؟ أحد الأسباب هو أن املوسيقى لم تَحظَ بأي انتباه نشِ ط، وهو ما يعني<br />
أنها لم يتذكرها أحد أثناء البحث؛ لذلك كان من شبه املستحيل «إثبات» دورها في تغيري<br />
الآراء، وكان من السهل نسيانها تمامًا. ولكنني أرى أن هناك سببًا أكثر وجاهة، فإذا لم<br />
يعترف أحد بمَدَى فعالية عنصر لا يتذكره أحد في تغيري املوقف تجاه شركة الطريان،<br />
فإنه يجعل نفسه عرضة لأن يُت َّهم بالتأثري على مشاعر الناس من دون دراية منهم.<br />
وهذا، بطبيعة الحال، آخِ ر ما ترغب صناعة الإعلان في أن يعرفه أحد عنها.<br />
لذلك، من وجهة نظر صناعة الإعلان، يظل دور هذه املوسيقى الساحرة في تحقيق<br />
شركة الخطوط الجوية البريطانية هذا النجاح املستمر محض تكه ُّنات، ولكن عندما<br />
قررت الشركة التوقف عن استخدام هذه املوسيقى في عام ٢٠٠٧، بعد ١٥ عامًا من<br />
كونها الناقل الوطني الوحيد الذي يحقق ربحًا مستمرٍّا ويتميز على خطوط الطريان<br />
الاقتصادية الأخرى، بدأت سمعتها تتراجع؛ مم َّا يدفع املرء إلى أن يتساءل إذا ما كان هذا<br />
قد حدث باملصادفة البحتة.<br />
ولكن الطريقة الوحيدة التي يمكن بها بناء رؤية مقنِعة عن دور املوسيقى في<br />
صعود وتراجع الخطوط الجوية البريطانية هي تحديد الكيفية التي يتم بها التعامل مع<br />
العناصر العاطفية التي تشمل املوسيقى؛ ومن ثَم َّ إظهار مَدَى قدرتها على التأثري فينا.<br />
وهذا هو الجزء التالي من القصة.<br />
موجز: سيكولوجية التواصل<br />
كما نرى في الشكل 1-7 فإن النموذج أصبح أكثر تعقيدًا.<br />
النصف العلوي من الرسم التخطيطي هو منطقة املُعالَجة املنتبِهة الواعية، والنصف<br />
السفلي هو منطقة املعالجة غري املنتبهة التلقائية. وما بني هاتني املنطقتني توجد ثلاث<br />
طرق تعل ُّم مختلفة.<br />
الحد الأعلى للمعالجة املنتبِهة هو التعلم النشط، وهو فاعل عند مستويات عالية من<br />
الانتباه، ويستغل مستويات عالية من الجهد الإدراكي، وهو جيد جدٍّا في تحليل وتفسري<br />
124