إغواء العقل الباطن
27926268
27926268
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
<strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong><br />
بالأشياء الصحيحة وإسعاد الناس حيث يُعتَبرَ علامة جسدية تُلازِمك؛ لأنك ترى علامة<br />
صواب كثريًا في املدرسة، وإنْ لم تكن في أعمالك املدرسية. لكن هناك العديد من الأسباب<br />
الأخرى الأكثر أهمية لرغبتك في الحصول على حذاء من نايك؛ حيث إنها متميزة وغالية<br />
الثمن ويرغب جميع أصدقائك في ارتدائها، وفي الغالب لن يكون معظم الآباء على استعداد<br />
لدفع ثمنها. وكما نعلم، نحن نرغب بشدة في اقتناء الأشياء التي لا نستطيع الحصول<br />
عليها؛ لذلك عندما يأتيك باحث ويسألك عن نوعية الحذاء الذي ترغب في ارتدائه، يكون<br />
هناك الكثري من الأشياء التي يمكنك التحدث عنها، وببساطة لن يَرِدَ شعار نايك في<br />
محادثتك معه.<br />
الآن تخيل أنك أبٌ في منتصف العمر لهذا املراهق وقد انطفأتْ رغبتك في اقتناء<br />
الأحذية املتميزة منذ زمن طويل، ولم تَعُدْ تهتم ُّ كثريًا بإعلانات نايك، تلك الإعلانات املليئة<br />
بالأحداث الصاخبة والتي تدور حول موضوع ما، يبدو في كثري من الأحيان غري مفهوم.<br />
أنت تبذل القليل جدٍّا من الجهد لتتذكر أي شيء نظرًا لأنك غري مهتم. إلا أنك تدرك حسيٍّا<br />
الشعار: «فقط افعلها»، وتدرك حسيٍّا دون شك الشعار: «سووش.»<br />
تخيل أن ابنك طفل ظريف لكنه كسول، وأنك دائمًا ما تنصحه بأن يفعل كذا وكذا.<br />
حينذاك تربط لا شعوريٍّا بني العبارة التي تقول: «فقط افعلها» وبني فكرة قيام ابنك<br />
بأداء ما تطلبه منه.<br />
وكما هو الحال مع ابنك فإن شعار «سووش» يُثِري بداخلك فكرة أنك على صواب<br />
وتُسعِ د الناس، ومؤشرات كهذه كامنة بداخلنا منذ مرحلة الشباب لها تأثري قوي، ونحن<br />
لا شعوريٍّا نرغب في أن نرتبط بعلامات الصواب وليس علامات الخطأ.<br />
وعندما ترى ابنك يأتيك حاملاً حذاءه البالي في يديه فإنك تقرر أن تصحبه للسوق<br />
لشراء حذاء جديد، فإذا به يُرِيك حذاءً من أحذية نايك غالية الثمن وأنت تعلم في قرارة<br />
نفسك أن علامة نايك التجارية من العلامات التجارية املوثوق فيها والتي يمكن الاعتماد<br />
عليها، من منطلق أنك ترى حملاتها الإعلانية بشكلٍ منتظم. إنها حقٍّا غالية الثمن لدرجة<br />
لا تتحملها ميزانيتك، ولكنْ لسبب ما تجد أن حدسك يُخبرِ ك بأنك إذا ما قمتَ بعمل<br />
استثنائي في هذا الصدد وعثرتَ على مزيد من املال فإن ذلك قد يكون نقطة تحول في<br />
سلوك ابنك املتكاسِ ل وأنه قد ينطلق نحو التقدم في حياته.<br />
عليك أن تنتبه إلى أن هناك أمرًا ما لا تدركه، وهو أن هذه املشاعر قد تول َّدت لديك<br />
بشكل لا شعوري من خلال القِ يَم التصورية لعلامة صواب (أن تفعل الشيء الصواب)<br />
268