You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
(٢ )<br />
#<br />
(١)<br />
لا يريده، كمن أمر عبده قصدا ً إلى إظهار عصيانه وعدم امتثاله لأوامره،<br />
ويسمى هذا كلاما ً نفسيا ً على ما أشار إليه الأخطل بقوله:<br />
إن ّ الكلام لفي الفؤاد وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلا ً<br />
وقال عمر رضي االله عنه: ½إني ّ زورت في نفسي مقالة¼ ، وكثيرا ً ما تقول<br />
لصاحبك: ½إن ّ في نفسي كلاما ً أريد أن أذكره لك¼، والدليل على ثبوت<br />
صفة الكلام إجماع الأمة وتواتر النقل عن الأنبياء عليهم السلام أنه تعالى<br />
(٣)<br />
(٤)<br />
!١٥٨ "<br />
(١)<br />
(٢)<br />
(٣)<br />
(٤)<br />
قوله: [كمن أمر عبده] فإن ّ مقصود المولى من أمره، مجرد الإختبار دون الإتيان بالمأمور به.<br />
١٢<br />
قوله: [يسمى هذا كلاما ً نفسيا ً] أي: المعنى الذي وجد في النفس، وكانت هذه العبارات دال ّة على<br />
المعنى القائم بذاته،وهو كونه آمرا ً وناهيا ً ومخبرا ً، وهو المعنى القائم بذات المتكل ّم، وهو الذي يريده<br />
المتك ّلم في نفسه ويعبر عنه ذه العبارات والألفاظ المترك ّبة من الحروف، وهو اختيار الشيخ أ بي<br />
منصور الماتريدي.<br />
١٢ "ر"<br />
قوله: [إني ّ زورت في نفسي مقالة] وهممت أن أقولها، فأشار إلى ّ أبوبكر أن أسكت وتكل ّم هو، فلم<br />
يترك شيئا ً ما أردت أن أقوله إلا ّ قاله، وكان ذلك في أمر الإمامة، كذا في بعض الحواشي.<br />
١٢<br />
قوله: [تواتر النقل عن الأنبياء] فإنه تواتر أ ّم كانوا يثبتون له الكلام، ويقولون: إنه تعالى أمر بكذا،<br />
وى عن كذا، وأخبر بكذا، وكل ّ ذلك من أقسام الكلام، فإن قيل: صدق الرسول موقوف على<br />
تصديق االله تعالى إياه؛ إذ لا طريق إلى معرفته سواه، وتصديق االله تعالى إياه، إخباره عن كونه صادقا ً،<br />
وهذا الإخبار كلام خاص له تعالى، فإذا قد توق ّف صدق الرسول على كلامه تعالى فإثبات الكلام الله<br />
تعالى بتصديق الرسول دور، قلنا: لا نسل ّم أن ّ تصديقه له كلام، بل هو إظهار المعجزة على وف ق<br />
دعواه، فإنه يدل ّ على صدقه. ١٢ "شرح مواقف".