23.02.2017 Views

664-1

  • No tags were found...

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

#<br />

(١)<br />

من جملة العالم،‏ وقد خص من ذلك بالإجماع عدم تفضيل عامة البشر<br />

على رسل الملائكة،‏ فبقي معمولا ً به فيما عدا ذلك،‏ ولا خفاء في أن ّ هذه<br />

المسألة ظنية يكتفى فيها بالأدل ّة ال ظنية،‏ الرابع أن ّ الإنسان قد يحصل<br />

الفضائل والكمالات العلمية والعملية مع وجود العوائق والموانع من الشهوة<br />

والغضب وسنوح الحاجات الضرورية الشاغلة عن اكتساب الكمالات،‏ ولا<br />

شك أن ّ العبادة وكسب الكمال مع الشواغل والصوارف أشق وأدخل في<br />

الإخلاص،‏ فيكون أفضل،‏ وذهبت المعتزلة والفلاسفة وبعض الأشاعرة<br />

إلى تفضيل الملائكة،‏ وتمسكوا بوجوه:‏ الأول:‏ أن ّ الملائكة أرواح<br />

(٤)<br />

(٢)<br />

:<br />

(٣)<br />

١٢ "(٤)<br />

!٣٦٦<br />

(١)<br />

قوله:‏ ‏[قد خص‏...‏ إلخ]‏ يعني:‏ ظاهر الآية يدل ّ على تفضيل آل إبراهيم وآل عمران كل ّهم من الرسل<br />

وغيرهم لكن تفضيل العامة من أولادهما على رسل الملائكة خلاف الإجما ع،‏ فيكون مخصوصا ً من<br />

عموم الآية،‏ فبقي معمولا ً به فيما عدا ذلك أي:‏ بقي حكم الآية ثابتا ً فيما سوى تفضيل عامة البشر<br />

على رسل الملائكة،‏ وهو تفضيل رسل البشر على رسل الملائكة،‏ وعامة البشر على عامة الملائكة.‏<br />

١٢ ‏"ن"‏<br />

(٢)<br />

قوله:‏ ‏[لاخفاء...‏ إلخ]‏ جواب سؤال مقدر تقريره:‏ أن ّ العام الذي خص منه البعض لايبقى قطعيا ً،‏ بل<br />

يصير ظنيا،‏ فلا يصح به الاستدلال على المسئلة الاعتقادية،‏ فأجابه:‏ بأن ّ هذه المسئلة وإن كانت من<br />

المسائل الاعتقادية،‏ لكنها مِما يكتفى فيه بالظن فيصح الاستدلال عليها بدليل ظني‏.‏<br />

قوله:‏ ‏[الرابع]‏ حاصله أن ّ مدار الفضل بكسب الأعمال الصالحة؛ إذ هي ملاك كثرة الثواب والقربة<br />

عند االله،‏ والأشق منها أدخل في الإخلاص وأكثر أجرا ً وثوابا ً،‏ فصاحبه أفضل ولا يخفى أن ّ الوج هين<br />

الأولين من الوجوه الأربعة يدلا ّن على تفضيل الأنبياء على الملائكة جمعا ً،‏ من دون تفضيل عامة البشر<br />

على عامة الملائكة،‏ بخلاف الوجهين الأخيرين،‏ فإما يدلا ّن على تفضيل الأنبياء وعامة البشر على<br />

الملائكة.‏<br />

قوله:‏ ‏[بعض الأشاعرة]‏ كالقاضي أبي بكر الباقلاني وأبي عبد االله الحليمي كذا في ‏"المواقف".‏<br />

١٢<br />

١٢<br />

(٣)

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!