664-1

#
(١)
الأمة ليس كتصديق النبي عليه السلام ، ولهذا قال إبراهيم عليه السلام:‏
‏﴿ول َكِن لِيط ْمئِن ق َل ْبِي﴾[البقرة:‏ بقي هاهنا بحث آخر وهو أن ّ
بعض القدرية ذهب إلى أن ّ الإيمان هو المعرفة ، وأطبق علماؤنا على
فساده؛ لأن ّ أهل الكتاب كانوا يعرفون نبوة محمد عليه السلام كما كانوا
يعرفون أبناءهم مع القطع بكفرهم لعدم التصديق؛ ولأن ّ من الكف ّار من كان يعرف
الحق يقينا ً،‏ وإنما كان ينكر عنادا ً واستكبارا ً،‏ قال االله تعالى:‏ ‏﴿وجحدوا
بِها واستيق َنتها أ َنف ُسهم‏﴾[النمل:‏ ١٤]، فلا بد من بيان الفرق بين معرفة الأحكام
واستيقاا،‏ وبين التصديق ا واعتقادها ليصح كون الثاني إيمانا ً دون الأول.‏
والمذكور في كلام بعض المشايخ أن ّ التصديق عبارة عن ربط القلب على
ما علم من إخبار المخبر،‏ وهو أمر كسبي يثبت باختيار المصدق،‏ ولذا يثاب
عليه ويجعل رأس العبادات بخلاف المعرفة،‏ فإ ّا ربما يحصل بلا
(٦ )
(٣)
.[٢٦٠
(٤)
١٢ ‏"ن"‏
"
!٢٨٦
(٢ )
(٥)
(١)
(٢)
(٣)
(٤)
قوله:‏ ‏[ليس كتصديق النبي عليه السلام]‏ ولا كتصديق أبي بكر الصديق رضي االله تعالى عنه باعتبار
هذا التحقيق،‏ وهذا معنى ما ورد:‏ ‏½لو وزن إيمان أبي بكر الصديق بإيمان جميع المؤمنين لرجح إيمانه¼‏
يعني:‏ لرجحان إيقانه ووقار جنانه وثبات إتقانه وتحقيق عرفانه.‏ ١٢ ‏"شرح الفقه الأكبر".‏
قوله:‏ ‏[ولكن ليطمئن‏]‏ فإنه يدل ّ على أن ّ التصديق اليقيني يقبل الزيادة.‏
قوله:‏ ‏[هو المعرفة]‏ وهو مذهب جهم بن صفوان وبعض الفقهاء.‏ ١٢ كذا في ‏"شرح المواقف".‏
قوله:‏ ‏[ينكر عنادا ً]‏ كأكثر كف ّار قريش كانوا يقولون فيما بينهم:‏ إن ّ محمدا صل ّى االله تعالى عليه وسل ّم
على الحق‏،‏ ويستكبرون عن اتباعه.‏
قوله:‏ ‏[والمذكور]‏ لبيان الفرق بين المعرفة والاستيقان وبين التصديق والاعتقاد.‏
قوله:‏ ‏[فإ ّا ربما]‏ فالحاصل أن ّ التصديق الإيماني ّ كسبي اختياري‏،‏ وأما المعرفة والاستيقان فإنما كان
يقع في قلوب الكف ّار من غير اختيارهم وكسبهم،‏ فلا يكون إيمانا ً.‏
١٢
١٢
١٢ ‏"ن"‏
(٥)
(٦)