Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
ن"<br />
الثاني: أن ّ المذنب إذا علم أنه لا يعاقب على ذنبه كان ذلك تقريرا ً له على<br />
إرسال الرسل، والجواب: أن ّ<br />
الذنب وإغراء للغير عليه، وهذا ينافي حكمة مجرد جواز العفو لا يوجب ظن عدم العقاب فضلا ً عن العلم، كيف<br />
والعمومات الواردة في الوعيد المقرونة بغاية من التهديد ترجح جانب<br />
على<br />
(ويجوز العقاب الوقوع بالنسبة إلى كل ّ واحد، وكفى به زاجرا ً الصغيرة) سواء اجتنب مرتكبها الكبيرة أم لا<br />
(٣)<br />
(٢)<br />
.<br />
...............................<br />
(١)<br />
(٤)<br />
١٢<br />
"<br />
١٢<br />
(١)<br />
(٢)<br />
(٣)<br />
أن ّ الكريم إذا أخبر بالوعيد فاللائق بشانه أن يبني إخباره على المشيئة، وإن لم يصرح بذلك بخلاف<br />
الوعد، فلا كذب ولا تبديل، انتهى. قال ادد الأعظم الإمام أحمد رضا خان قدس سره: ما<br />
محصله أن ّ العلماء اوزين لخلف الوعيد ما أرادوا به إلا ّ عدم إيقاع ما أوعد به لطفا ً وكرما ً، وهو<br />
عين العفو أو مساو له وهذا المعنى قد انعقد الإجماع على وقوعه فضلا ً عن الجواز، وأما الخلف<br />
بمعنى تبديل القول وتكذيب الخبر فهم يتحاشون عن ذل ك، بل يقولون بامتناعه، فالخلف بمع نى<br />
التبديل محال بالإجماع فإذن لا نزاع إلا ّ في إطلاق لفظ الخلف في جنابه تعالى، فاوزون زعموا أن ّ<br />
الخلف في الوعيد إنما يدل ّ على العفو والكرم وهو محمود، فقالوا بجوازه، والمحق ّقون رأوا أن ّ لفظ<br />
الخلف يوهم تبديل القول وهو محال فتحاشوا عن ذلك ومنعوه، هذا. والتفصيل في رسالته قدس سره<br />
"سبحان السبوح عن عيب كذب مقبوح".<br />
قوله: [ينافي حكمة... إلخ] لأن ّ الحكمة في إرسالهم الدعوة إلى الطاعة والزجر عن المعاصي. ١٢ "ن"<br />
قوله: [كفى به زاجرا ً] الباء زائدة والضمير ارور فاعل ½كفى¼، و½زاجرا ً¼ حال أو تمييز، أي:<br />
كفى ترجح الوقوع زاجرا ً للمذنب، فإن ّ العاقل يحترز عن الطريق الذي عليه السباع وإن كانت<br />
السلامة جائزة.<br />
قوله: [يجوز العقاب... إلخ] أي: من غير قطع بالوقوع وعدمه لعدم قيام الدليل، وما ذكره الشارح<br />
من الأدل ّة فلإثبات الجزء الأول من الدعوى، مع أن ّ الخصم لا ينكره فتأمل. "خيالي".<br />
قوله: [أم لا] قال في "النظم": لكن إذا ضم المكف ّر من الحسنات إلى اجتناب الكبائر تغفر الصغائر<br />
وهو المحل ّ لقوله تعالى: ﴿إِن َّ ال ْحسناتِ يذ ْهِبن السيئ َاتِ﴾[هود: ١١٤]، وقوله: ﴿إِن ْ تجتنِبوا ك َبائِر ما<br />
١٢<br />
#<br />
"<br />
Å<br />
!٢٦٤<br />
(٤)