Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
١٢<br />
#<br />
(١)<br />
وأما الكلام القديم الذي هو صفة االله تعالى فذهب الأشعري إلى أنه يجوز<br />
الأستاذ أبو إسحاق الإسفرائني، وهو اختيار الشيخ<br />
ومنعه أن يسمعه ، فمعنى قوله تعالى: ﴿حتى يسمع ك َلا َم الل َّهِ﴾<br />
أبي منصور الماتريدي ، كما يقال: ½سمعت علم فلان¼، فموسى عليه<br />
[التوبة: ٦] ما يدل ّ عليه سمع صوتا ً دالا على كلام االله تعالى، لكن ل َما كان بلا واسطة<br />
السلام ١٢ .[٣٠<br />
"<br />
!١٧١<br />
(٥)<br />
(٤)<br />
(٣)<br />
،<br />
(٢)<br />
(٦)<br />
(١)<br />
(٢)<br />
هذا القول إلى قول صاحبيه رضي االله تعالى عنهما وهو عدم الجواز بالفارسية، كما صرح به في<br />
"الهداية" و"فتح القدير" و"العناية" وغيرها.<br />
قوله: [الأشعري] هو الشيخ أبو الحسن الأشعري وهو منسوب إلى "أشعر"، وهي قبيلة من "اليمن"،<br />
وقيل: إلى جده أبي موسى الأشعري رضي االله تعالى عنه. ١٢ "دواني على العقائد".<br />
قوله: [يجوز أن يسمعه] وإن لم يكن صوتا ً وذلك على خرق العادة، كما أن ّ الحق سبحانه يرى يوم<br />
القيامة على خلاف عادة الدنيا، مع أنه لا شكل له ولا مكان، وبالجملة السمع عنده بخلق االله سبحانه<br />
الإدراك في الحاسة أو النفس، فيجوز في الأصوات وغيرها.<br />
قوله: [ومنعه] لأن ّ الضرورة تشهد بأن ّ المسموع صوت، والكلام القديم ليس بصوت.<br />
قوله: [أبي منصور الماتريدي] هو الإمام محمد بن محمد بن محمود السمرقندي، منسوب إلى<br />
"ماتريد"، وهي قرية من "سمرقند"، وهو رئيس أهل السنة والجماعة في الأصول الحنفية، ولذا تسمى<br />
الأحناف ب½الماتريديين¼، والشيخ أبو الحسن الأشعري رئيس أهل السنة في الأصول الشافعية،<br />
والفرق بينهما قليل مذكور في مقامه. ١٢ كذا في الحواشي.<br />
قوله: [ما يدل ّ عليه] أي: يسمع الكلام اللفظي الذي يدل ّ على الكلام النفسي القديم.<br />
قوله: [فموسى عليه السلام... إلخ] جواب سؤال مقدر، تقريره أن يقال: لوكان معنى سماع كلام<br />
االله تعالى سماع ما يدل ّ عليه، فما وجه تخصيص موسى عليه السلام باسم الكليم؟ فإن ّ كل ّ شخص<br />
يسمع ما يدل ّ على كلام االله تعالى، فأجاب بأنه سمع صوتا ً دالا على كلامه سبحانه، لكن ل َما كان بلا<br />
واسطة الكتاب والملك، بل على طريق خرق العادة خص باسم ½الكليم¼، ويدل ّ عليه قوله تعالى:<br />
﴿نودِي مِن شاطِئِ ال ْوادِ الأَيمنِ فِي ال ْبق ْعةِ ال ْمبارك َةِ مِن الشجرةِ﴾[القصص:<br />
١٢<br />
١٢ "ن"<br />
(٣)<br />
(٤)<br />
(٥)<br />
(٦)