23.02.2017 Views

664-1

  • No tags were found...

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

ن '<br />

الم َ<br />

#<br />

(١)<br />

من خليقته ليزيح ا عللهم فيما قصرت عنه عقولهم من مصالح الدنيا<br />

والآخرة،‏ وقد عرفت معنى الرسول والنبي في صدر الكتاب،‏ ‏(حكمة)‏ أي:‏<br />

مصلحة وعاقبة حميدة.‏ وفي هذا إشارة إلى أن ّ الإرسال واجب،‏ لا بمعنى<br />

الوجوب على االله تعالى،‏ بل بمعنى أن ّ قضية الحكمة تقتضيه فيه من<br />

الحكم والمصالح،‏ وليس بممتنع كما زعمت السمنية والبراهمة<br />

بممكن يستوي طرفاه كما ذهب إليه بعض المتكل ّمين ث ُم أشار إلى وقوع<br />

، ولا<br />

(٤)<br />

(٣)<br />

،<br />

(٥)<br />

" ١٢<br />

"<br />

!٢٩٦<br />

(٢)<br />

باالله تعالى ورسالة نبينا صل ّى االله تعالى عليه وسل ّم،‏ فعلى هذا التقدير الرسالة التبليغية أيضا ً تكون عامة<br />

١٢ لجميع الخلق.‏<br />

(١)<br />

قوله:‏ ‏[ليزيح...‏ إلخ]‏ أي:‏ ليدفع االله تعالى بتوسط هذه السفارة عللهم وأسقامهم الروحانية الواردة<br />

على قلوم وألسنتهم وجوارحهم،‏ ويهدي في ضمنه إلى معالجات جسدية أيضا ً،‏ كبيان دواء المرض<br />

أو بيان خواص الأشياء ومنافعها ومضارها مِما لا يناله التجربة.‏<br />

قوله:‏ ‏[لا بمعنى الوجوب...‏ إلخ]‏ خلافا ً للفلاسفة فإ ّم يقولون:‏ إن ّ الإرسال واجب؛ لأن ّ النظام<br />

الأكمل الذي تقتضيه العناية الأزلية لا يتم بدون النبي الواضع لقوانين العدل،‏ وقال بعض المعتزلة أيضا ً<br />

بالوجوب عليه تعالى،‏ و فصل بعضهم فقال:‏ إذا علم االله من أمة أ ّم يؤمنون وجب عليه إرسال النبي<br />

إليهم لِما فيه من استصلاحهم،‏ وإلا ّ لم يجب بل حسن فقط،‏ كذا في ‏"شرح المواقف".‏<br />

قوله:‏ ‏[تقتضيه...‏ إلخ]‏ والحاصل أن ّ الوجوب عادي بمعنى:‏ أن ّ العادة الإلهية جارية بالإرسال؛ لأن ّ<br />

الحكمة تقتضيه،‏ أي:‏ ترجح جانب وقوعه مع جواز تركه،‏ والماتريدية يعترفون ذا الوجوب<br />

ويفارقون المعتزلة في اللفظ،‏ فيقولون:‏ هذا وجوب من االله تعالى لا عليه.‏<br />

قوله:‏ ‏[والبراهمة]‏ يظهر من ‏"المواقف"‏ أن ّ من البراهمة من قال بنبوة آدم عليه السلام فقط،‏ ومنهم من<br />

قال بنبوة إبراهيم عليه السلام فقط.‏<br />

قوله:‏ ‏[بعض المتكل ّمين]‏ وهم جمهور الأشاعرة القائلين بأن ّ العقل لا يحكم بالحسن والقبح وأن ّ االله<br />

سبحانه يفعل ما يشاء بمحض إرادته بلا غرض داع،‏ والشارح قد جرى في هذا المقام على رأي<br />

الماتريدية.‏<br />

١٢<br />

١٢<br />

١٢<br />

١٢<br />

(٢)<br />

(٣)<br />

(٤)<br />

(٥)

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!