You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
#<br />
(١)<br />
لغو من الكلام، فليتأمل. (ولا يكل ّف العبد بما ليس في وسعه) سواء كان<br />
ممتنعا ً في نفسه كجمع الضدين أو ممكنا ً كخلق الجسم، وأما ما يمتنع<br />
بناء على أن ّ االله تعالى علم خلافه أو أراد خلافه كإيمان الكافر وطاعة<br />
(٣)<br />
١٢<br />
"<br />
!٢٢٤<br />
(٢)<br />
أحد الضدين حصل ذلك الضد، ومتى انضم إليها إرادة الضد الآخر حصل ذلك الآخر، ولا ش ك أن ّ<br />
نسبة هذه القوة إلى الضدين سواء، وهي قبل الفعل والقدرة تطلق على القوة المستجمعة لشرائط<br />
التأثير، ولاشك أ ّا لا تتعل ّق بالضدين معا ً، وإلا ّ اجتمعا في الوجود وهي مع الفعل.<br />
١٢<br />
(١)<br />
قوله: [لا يكل ّف العبد] تحرير المقام أن ّ ما لا يطاق، على ثلاث مراتب: ما يمتنع في نفسه، وما<br />
يمكن في نفسه ولا يمكن من العبد عادة، وما يمكن منه لكن تعل ّق بعدمه علمه تعالى وإرادته، فالأولى<br />
لا يجوز ولا يقع تكليفه اتفاقا ً، والثانية: لايقع اتفاقا ً ويجوز عندنا خلافا ً للمعتزلة، والثالثة: يجوز ويقع<br />
بالاتفاق، فهذا توجيه ما قيل: تكليف مالا يطاق واقع عند الأشعري، ومن لا يقول بوقوع تكليف ما<br />
لا يطاق لا يعد المرتبة الثالثة من مراتب ما لا يطاق، نظرا ً إلى أنه ممكن في نفسه، كذا في "الخيالي"<br />
وحاشية.<br />
١٢<br />
١٢<br />
(٢)<br />
(٣)<br />
قوله: [ممتنعا ً في نفسه] أي: الممتنع بالذات وهو القسم الأول من أقسام ما لا يطاق، قد سبق قول<br />
العلا ّمة الخيالي من أنه لا يجوز ولا يقع تكليفه اتفاقا ً، لكن مِما يفهم م ن "المواقف" أنه فيه خلاف،<br />
فقد قال القاضي عضد الدين ما نصه: وأقصاها أن يمتنع لنفس مفهومه كجمع الضدين وقلب<br />
الحقائق، وجواز التكليف به فرع تصوره وهو مختلف فيه، انتهى. ويظهر من "مسل ّم الثبوت" وشرحه<br />
"فواتح الرحموت" أنه لا يجوز عند الماتريدي ة، ويجوز عند الأشعرية نصهما: ولا يجوز التكليف<br />
بالممتنع بالذات مطلقا ً كجمع بين الضدي ن، وجوز الأشعرية، انتهى. ويؤيده ما في "نظم الفرائد" نصه<br />
عامة الشراح للكلام والمحشين على هذا الشرح نصوا: على أن ّ التكليف بالممتنع لذاته لا يجوز،<br />
ولعل ّه مذهب الماتريدية.<br />
قوله: [أو ممكنا ً] أي: بالنسبة إلى قدرة االله تعالى لكنه يكون ممتنعا ً بالنسبة إلى القدرة الحادثة لامتناع<br />
تعل ّقها به، ويلحق به ما يكون من جنس ما يتعل ّق به القدرة الحادثة، لكنه يكون من نوع أو صنف لا<br />
تتعل ّق به، كحمل الجبل والطيران إلى السماء، كذا يستفاد من "شرح المواقف".