Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
#<br />
الأشاعرة والمعتزلة إلى أن ّ كل ّ مجتهد في المسائل الشرعية الفرعية التي لا<br />
قاطع فيها مصيب، وهذا الاختلاف مبني على اختلافهم في أن ّ الله تعالى في<br />
كل ّ حادثة حكما ً معينا ً أم حكمه في المسائل الاجتهادية ما أدى إليه رأي<br />
اتهد. وتحقي ق هذا المقام أن َّ المسألة الاجتهادية إما أن لا يكون من االله<br />
تعالى فيها حكم معين قبل اجتهاد اتهد أو يكون، وحينئذ إما أن لا<br />
يكون من االله تعالى عليه دليل أو يكون، وذلك الدليل إما قطعي أو ظنِي ،<br />
فذهب إلى كل ّ احتمال جماعة والمختار أن ّ الحكم معين وعليه دليل<br />
ظني إن وجده اتهد أصاب، وإن فقده أخطأ، واتهد غير مكل ّف<br />
بإصابته لغموضه وخفائه، فلذلك كان المخطئ معذورا ً بل مأجورا ً، فلا<br />
خلاف على هذا المذهب في أن ّ المخطئ ليس بآثم، وإنما الخلاف في أنه<br />
(١)<br />
،<br />
١٢<br />
"<br />
!٣٦١<br />
(٢)<br />
(١)<br />
(٢)<br />
قوله: [ما أدى إليه... إلخ] فعلى هذا قد يتعدد الأحكام الحق ّة في حادثة واحدة، ويكون كل ّ مجتهد<br />
١٢ مصيبا ً.<br />
"شرح الفقه الأكبر".<br />
قوله: [إلى كل ّ احتمال جماعة] قال الشارح في "التلويح": فحصل أربعة مذاهب: الأول: أن لا حكم<br />
في المسئلة قبل الاجتهاد، بل الحكم ما أدى إليه رأي اتهد وإليه ذهب عامة المعتزلة، ث ُم اختلفوا<br />
فذهب بعضهم إلى استواء الحكمين في الحقية، وبعضهم إلى كون أحدهما أحق، وقد ينسب ذلك إلى<br />
الأشعري بمعنى: أنه لم يتعل ّق الحكم بالمسئلة قبل الاجتهاد، وإلا ّ فالحكم قديم عنده، الثاني: أن ّ<br />
الحكم معين ولا دليل عليه، بل العثور عليه بمنزلة العثور على دفين، فلمن أصاب أجران، ولمن أخطأ<br />
أجر الكد، وإليه فذهب طائفة من الفقهاء والمتكل ّمين، الثالث: أن ّ الحكم معين و عليه دليل قطعي،<br />
واتهد مأمور بطلبه وإليه ذهب طائفة من المتكل ّمين، الرابع: أن ّ الحكم معين وعليه دليل ظني، إن<br />
وجده أصاب وإن فقده أخطأ، واتهد غير مكل ّف بإصابتها لغموضها وخفائها، فلذا كان المخطىء<br />
معذورا ً بل مأجورا ً.