23.02.2017 Views

664-1

  • No tags were found...

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

#<br />

قال:‏ إن ّ من يذر التراب على القمر لا يقع إلا َّ عليه أو بصق إلا َّ إليه،‏ وذهب المعتزلة والكرامية إلى<br />

القياس الثاني فقدحت المعتزلة في صغرى القياس الأول والكرامية في كبراه.‏<br />

قوله:‏ ‏[حقيقة...‏ آه]‏ خلافا ً للمعتزلة وغيرهم من أهل البد ع،‏ فإنهم يقولون:‏ إن ّ التكل ّم فيه<br />

تعالى مجاز عن خلق الكلام في غيره من الأجسام كجبريل وغيره.‏<br />

قوله:‏ ‏[للنقص...‏ آه]‏ يجوز أن يتعل ّق بكليهما أي:‏ بالصادق على أن ّ في القضية جزء سلبيا ً،‏<br />

وبليس بظالم وهو النقص عنه تعالى مِما اجتمع عليه كاف ّة العقلاء.‏<br />

قوله:‏ ‏[واحد مطلقاً]‏ أقول:‏ تفصيل ذلك موقوف على أمر آخر،‏ فاستمع أن ّ الكثرة بديهي<br />

التصور،‏ وهي قد تكون خارجية وقد تكون ذهنية،‏ كتأليف الماهية من الأجناس والفصول،‏ والأول إما<br />

أن لا تكون الماهية بكلتيهما موجودة في كل ّ واحد من آحاد الكثرة،‏ أو تكون الأول تكثير الماهية<br />

بأجزائها التي تأل ّفت منها كالعدد المؤل ّف من الآحاد كالعشرة مثلا ً،‏ وكالإنسان المرك ّب من الأعضا ء<br />

أواللحم أو الشحم أو العظم،‏ والثاني تكثير الماهية بجزئياا كالنوع المتكث ّر بأشخاصها،‏ فقوله:‏<br />

‏½مطلقا ً¼‏ إشارة إلى جميع هذه الأقسام،‏ وأشار إلى دليل بطلان التكثير في الواجب بحذافيره ونقيره<br />

وقطميره،‏ بقوله:‏ للوجوب،‏ والاستدلال به إما على جميع الأقسام سوى الثالث أعني:‏ التكثير<br />

بالأشخاص،‏ فبأن يقال:‏ إن ّ كل ّ ذات تكثيره ذا لمعنى أعني:‏ تأل ّف ذاا من تلك الأجزا ء،‏ فإنها<br />

محتاجة في تحق ّقها خارجا ً وذهنا ً إلى تلك الأجزاء قطعا ً؛ لأن ّ وجود المرك ّب بدون أجزائه محال،‏<br />

والجزء مغاير للكل ّ؛ لأنه متقدم عليه والمتقدم غير المتأخر،‏ فكل ّ ما فيه كثرة بالمعنى المذكور فهو<br />

محتاج إلى الغير فهو ممكن،‏ فكل ّ ما فيه كثرة فهو ممكن،‏ وينعكس بعكس النقيض إلى قولنا:‏ كل ّ ما<br />

ليس بممكن فهو ليس بمتكث ّر بجعله كبرى،‏ لقولنا:‏ الواجب ليس بممكن،‏ هكذا في الضرب الأول من<br />

الشكل الأول،‏ الواجب ليس بممكن،‏ وكل ّ ما ليس بممكن ليس بمتكث ّر،‏ فالواجب ليس بمتكث ّر،‏ وأما<br />

الاستدلال بالوجوب على بطلان التكث ّر بالأشخاص،‏ فبأن يقال:‏ لو فرض الواجب أكثر من ذا ت<br />

واحدة لاشتركا في حقيقة الواجب وامتازا بأمر أخر،‏ فيلزم تركيب كل ّ واحد منهما فما به الاشتراك<br />

في العدمية التركيب؛ لأنا نقول:‏ المراد بواجب الوجود الذات التي صدق عليها هذا الوصف العنواني لا<br />

مع هذا الوصف وتلك الذات موجودة لا محالة،‏ فتدبر.‏<br />

!٣٧٨ "

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!