Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
(٤)<br />
#<br />
(١)<br />
اختيارية<br />
يثابون ا) إن كانت طاعة (ويعاقبون عليها) إن كانت معصية،<br />
لا كما زعمت الجبرية أنه لا فعل للعبد أصلا ً وأن ّ حركاته بمنزلة حركات<br />
الجمادات لا قدرة للعبد عليها ولا قصد ولا اختيار، وهذا باطل؛ لأنا نفرق<br />
بالضرورة بين حركة البطش وحركة الارتعاش، ونعلم أن ّ الأول باختياره<br />
دون الثاني ، ولأنه لو لم يكن للعبد فعل أصلا ً ل َما صح تكليفه ولا<br />
،[١٤٨<br />
١٢<br />
!٢١٠ "<br />
١٢<br />
(٢)<br />
[٣١<br />
١٢<br />
١٢<br />
(٣)<br />
(١)<br />
(٢)<br />
(٣)<br />
(٤)<br />
تعالى: ﴿سيق ُول ُ ال َّذِين أ َشرك ُوا ل َو شاءَ الل َّه ما أ َشرك ْنا﴾[الأنعام: وقوله تعالى: ﴿وما الل َّه يرِيد<br />
ظ ُل ْما لِل ْعِبادِ﴾[غافر: إلى غير ذلك من الآية، وجوام على وجه تام مذكور في الكت ب<br />
المطولات، مثلا ً "شرح المواقف" وغيره.<br />
قوله: [للعباد أفعال اختيارية] اعلم أن ّ المؤث ّر في فعل العبد إما قدرة االله تعالى فقط بلا قدرة من العبد<br />
أصلا ً وهو مذهب الجبرية، أو بلا تاثير لقدرته وهو مذهب الأشعري، أو قدرة العبد فقط بلا إيجا ب<br />
واضطرار وهو مذهب المعتزلة، أو بالإيجاب وامتناع التخل ّف وهو مذهب الفلاسفة، وهو المروي<br />
عن إمام الحرمين أبي الحسين البصري، أو مجموع القدرتين على أن تؤث ّرا في أصل الفعل وهو مذهب<br />
الأستاذ أبي إسحاق الاسفرائني، أو على أن يؤث ّر قدرة العبد في وصفه بأن يجعله موصوفا ً بمثل كونه<br />
طاعة أو معصية، وهو مذهب القاضي أبي بكر الباقلا ني، كذا في "شرح المواقف" و"حاشية الخيالي"<br />
واللفظ ل"الخيالي".<br />
قوله: [الجبرية] الجبرية أصناف كما في "الملل"، والمراد هنا الجبرية الخالصة وهي التي لا تثبت<br />
للعبد فعلا ً ولا قدرة ً على الفعل أصلا ً.<br />
قوله: [دون الثاني] فلولم يكن للعبد قدرة واختيار في حركة البطش ل َما كان فرق بين<br />
الحركتين.<br />
قوله: [ولأنه لو لم يكن ...إلخ] دليل ثانٍ لإثبات قدرة العباد واختيارهم في الأفعال الاختيارية،<br />
حاصله أنه لو لم يكن للعبد قدرة و اختيار ل َما صح تكليفه بالمامورات و المنهيات، إذ لا معنى<br />
لتكليف الجماد، ولا يصح ترتب الثواب والعقاب على أفعاله، ولا يصح إليه إسناد الأفعال، مثل<br />
½صل ّى¼ و ½صام¼، واللوازم كل ّها منفية فالملزوم مثلها.