23.02.2017 Views

664-1

  • No tags were found...

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

#<br />

والآخرة،‏ ول َما كان له امتنان على العباد،‏ واستحقاق شكر في الهداية<br />

وإفاضة أنواع الخيرات لكوا أداء للواجب،‏ ول َما كان امتنانه على النبي<br />

عليه السلام فوق امتنانه على أبي جهل لعنه االله تعالى؛ إذ فعل بكل ّ منهما<br />

غاية مقدوره من الأصلح له،‏ ول َما كان لسؤال العصمة والتوفيق وكشف<br />

الضراء والبسط في الخصب والرخاء معنى؛ لأن ّ ما لم يفعله في حق كل ّ<br />

واحد فهو مفسدة له،‏ يجب على االله تعالى تركها،‏ ول َما بقي في قدرة االله<br />

تعالى بالنسبة إلى مصالح العباد شيء؛ إذ قد أتى بالواجب،‏ ولعمري إن ّ<br />

مفاسد هذا الأصل،‏ أعني:‏ وجوب الأصلح،‏ بل أكثر أصول المعتزلة أظهر<br />

من أن يخفى وأكثر من أن يحصى،‏ وذلك لقصور نظرهم في المعارف<br />

الإلهية ورسوخ قياس الغائب على الشاهد في طباعهم،‏ وغاية تشبثهم في<br />

ذلك أن ّ ترك الأصلح يكون بخلا ً وسفها ً،‏ وجوابه:‏ أن ّ منع ما يكون حق<br />

(٣)<br />

١٢<br />

(٤)<br />

١٢<br />

"<br />

!٢٣٦<br />

(١)<br />

١٢<br />

(٢)<br />

(١)<br />

(٢)<br />

(٣)<br />

(٤)<br />

قوله:‏ ‏[ل َما كان له امتنان...‏ إلخ]‏ كما لا منة لزيد علي عمرو إذا قضى دينه الواجب.‏<br />

قوله:‏ ‏[ول َما بقي في قدرة االله تعالى...‏ إلخ]‏ أي:‏ لا يقدر الحق سبحانه أن يفعل بأحد من العباد<br />

خيرا ً؛ إذ قد اتى بجميع ما كان واجبا ً عليه من مصالحهم؛ لأنه لو كان شيء منها باقيا ً في قدرته ولم<br />

يفعله كان تركا ً للواجب،‏ فيلزم أن تكون مقدوراته متناهية وهو محال.‏ ‏"ن"‏<br />

قوله:‏ ‏[غاية تشبثهم]‏ أي:‏ أقوى دليلهم،‏ و½التشبث¼‏ في اللغة هو التمسك والإلتصاق بشيء بحيث لا<br />

يفارقه.‏<br />

قوله:‏ ‏[وجوابه أن ّ منع...‏ إلخ]‏ يعني:‏ لا نسل ّم أن ّ ترك الأصلح يكون بخلا ً أو سفها ً؛ لأن ّ كل ّ ما يفعله<br />

الكريم الحكيم العليم بعواقب الأمور لا يكون خاليا ً عن المصلحة،‏ وإن لم يكن أصلح بالنسبة إلى<br />

العبد،‏ فلا يكون بخلا ً وسفها ً،‏ وأما الأصلح بالنسبة إلى العبد فغير واجب عليه؛ لأنه محض حق االله<br />

تعالى،‏ فيجوز أن يفعله وأن لا يفعله رعاية لمصلحة آخر.‏ ١٢ كذا في ‏"الخيالي"‏ وحاشيته.‏

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!