Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
#<br />
والمخترع ونحو ذلك، وحين رأى الجبائي واتباعه أن ّ معنى الكل ّ واحد،<br />
وهو المخرج من العدم إلى الوجود، تجاسروا على إطلاق لفظ الخالق.<br />
احتج أهل الحق بوجوه: الأول: أن ّ العبد لو كان خالقا ً لأفعاله لكان عالِما ً<br />
بتفاصيلها ، ضرورة أن ّ إيجاد الشيء بالقدرة والاختيار لا يكون إلا ّ كذلك،<br />
واللازم باطل، فإن ّ المشي من موضع إلى موضع قد يشتمل على سكنات<br />
متخل ّلة وعلى حركات، بعضها أسرع وبعضها أبطأ، ولا شعور للماشي<br />
بذلك، وليس هذا ذهولا ً عن العلم، بل لو سئل لم يعلم، وهذا في أظهر<br />
أفعاله، وأما إذا تأملت في حركات أعضائه في المشي والأخذ والبطش ونحو<br />
ذلك، وما يحتاج إليه من تحريك العضلات وتمديد الأعصاب ونحو<br />
(٤)<br />
١٢<br />
"<br />
!٢٠١<br />
١٢<br />
(٣)<br />
(١)<br />
(٢)<br />
(١)<br />
(٢)<br />
(٣)<br />
(٤)<br />
قوله: [لكان عالِما ً بتفاصليها] قيل: هذا الدليل ينفي الكسب والخلق معا ً لاشتراكهما في كوما<br />
بالقدرة والقصد والاختيار، أجابه العلا ّمة الخيالي بما حاصله: أنه فرق بين الكسب والخلق، فإن ّ<br />
الخلق يقتضي العلم التفصيلي دون الكسب؛ لأن ّ الخلق إفادة الوجود، فهو موقوف على العلم<br />
التفصيلي بخلاف الكسب، فإنه صرف القدرة والإرادة، نحو المقدور من غير أن يكون له تأثير في<br />
إيجاده، فيكفيه العلم الإجمالي ّ.<br />
قوله: [سكنات متخل ّلة] هذا ما ذهب إليه أكثر المتكل ّمين من أن ّ البطوء في الحركات لتخل ّل<br />
السكنات فيها، وأنكره الفلاسفة، والتفصيل في كتب الحكمة.<br />
قوله: [وليس هذا... إلخ] جواب سؤال حاصله: أنه يجوز أن يشعر بالتفاصيل ولا يشعر بذل ك<br />
الشعور، بل يذهل عنه، فأجابه: بأنه ليس بذهول؛ إذ الذاهل إذا سئل عن المذهول عنه أجاب عنه،<br />
والماشي إذا سئل عن تفاصيل حركاته وسكناته لم يعلمها.<br />
قوله: [العضلات] جمع عضلة، وهي كل ّ عصبة معها لحم غليظ، وقال الليث: العضلة كل ّ لحمة<br />
غليظة منتبرة مثل لحم الساق والعضد، وفي "الصحاح": كل ّ لحمة غليظة في عصبة، وفي "المعجم<br />
الوسيط": عضو لحمي يحدث بانقباض أليافه حركة في الجسم.<br />
١٢<br />
١٢