23.02.2017 Views

664-1

  • No tags were found...

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

#<br />

فيما سبق،‏ المقام الثاني:‏ أن ّ حقيقة الإيمان لا تزيد ولا تنقص لِما مر من أا<br />

التصديق القلبي الذي بلغ حد الجزم والإذعان،‏ وهذا لا يتصور فيه<br />

زيادة ولا نقصان،‏ حتى أن ّ من حصل له حقيقة التصديق فسواء أتى<br />

بالطاعات أو ارتكب المعاصي فتصديقه باق على حاله،‏ لا تغير فيه أصلا ً،‏<br />

والآيات الدال ّة على زيادة الإيمان محمولة على ما ذكره أبو حنيفة رحمه<br />

االله أ ّم كانوا آمنوا في الجملة ث ُم يأتي فرض بعد فرض،‏ فكانوا يؤمنون<br />

بكل ّ فرض خاص‏،‏ وحاصله أنه كان يزيد بزيادة ما يجب به الإيمان،‏ وهذا<br />

لا يتصور في غير عصر النبي عليه السلام،‏ وفيه نظر؛ لأن ّ الاط ّلاع على<br />

(١)<br />

١٢<br />

"<br />

!٢٨٣<br />

(٣)<br />

١٢<br />

(٤)<br />

(٢)<br />

(١)<br />

(٢)<br />

(٣)<br />

(٤)<br />

قوله:‏ ‏[حد الجزم]‏ قال سيدنا الشيخ الإمام أحمد رضا خان قدس سره في ‏"المستند":‏ ‏½المعتبر في<br />

الإيمان شرعا ً الجزم القاطع سواء حصل عن الاستدلال أو تقليد¼،‏ ونص قدس سره بعد سطر على أن ّ<br />

الإيمان والتصديق والإذعان مترادفة لغة،‏ والإذعان يشمل الظن‏،‏ والشرع طرح هاهنا الظن أصلا ً،‏ إن ّ<br />

الظن لا يغني من الحق شيئا ً.‏<br />

قوله:‏ ‏[لا يتصور فيه زيادة]‏ وجهه إمامنا الأعظم أبو حنيفة رضي االله تعالى عنه في ‏"الوصية"‏ بما نصه:‏<br />

لأنه أي:‏ الإيمان لا يتصور نقصانه إلا ّ بزيادة الكفر ولا يتصور زيادته إلا ّ بنقصان الكفر،‏ وكيف يجوز<br />

أن يكون الشخص الواحد في حالة واحدة مؤمنا ً وكافرا ً.‏<br />

قوله:‏ ‏[آمنوا في الجملة]‏ في ‏"الجوهرة المنيفة"‏ روي عن ابن عباس رضي االله تعالى عنهما وأ بي<br />

حنيفة رحم ه ا الله أ م كانوا آمنوا بالجملة،‏ ث ُم يأتي فرض بعد فرض فيؤمنون بكل ّ فرض خاص‏،‏<br />

فزادهم إيمانا ً بتفصيل مع إيمام بالجملة،‏ فيكون زيادة الإيمان باعتبار المؤمن به لا في أصل<br />

التصديق.‏<br />

قوله:‏ ‏[وهذا لا يتصور]‏ أي:‏ كون الإيمان زائدا ً بزيادة المؤمن به إنما هو في حق الصحابة رضي االله<br />

تعالى عنهم؛ لأن ّ القرآن كان ينزل في كل ّ وقت فيؤمنون به فيكون زيادة على الأول،‏ وأما في حق ّنا فلا<br />

لانقطاع الوحي،‏ كذا في ‏"الجوهرة المنيفة".‏<br />

١٢<br />

١٢

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!