Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
#<br />
(١)<br />
والتسمية، وذهب بعض المحق ّقين إلى أن ّ المعنى في قول مشايخنا: ½كلام<br />
االله تعالى معنى قديم¼، ليس في مقابلة اللفظ حتى يراد به مدلول اللفظ<br />
ومفهومه، بل في مقابلة العين، والمراد به ما لا يقوم بذاته كسائر الصفات،<br />
ومرادهم أن ّ القرآن اسم اللفظ والمعنى، شامل لهما، وهو قديم لا كما زعمت<br />
الحنابلة من قدم النظم المؤل ّف المرتب الأجزاء، فإنه بديهي الاستحالة،<br />
للقطع بأنه لا يمكن التلف ّظ بالسين من ½بسم االله¼ إلا ّ بعد التلف ّظ بالباء، بل<br />
١٢<br />
"<br />
!١٧٤<br />
(٢)<br />
النظم مسمى به، بل إنما يسمونه مجازا ً لمشاة ااز في اعتبار العلاقة.<br />
١٢ "ن"<br />
(١)<br />
قوله: [ذهب بعض المحق ّقين] هو القاضي عضد الدين صاحب "المواقف"، كما قال السيد السند<br />
قدس سره في شرحه، فكتب ما نصه: اعلم أن ّ للمصنف مقالة مفردة في تحقيق كلام االله تعالى على<br />
وفق ما أشار إليه في خطبة الكتاب، ومحصولها أن ّ لفظ المعنى تطلق تارة على مدلول اللفظ، وأخرى<br />
على الأمر القائم بالغير، فالشيخ الأشعري ل َما قال: الكلام النفسي هو المعنى النفسي فهم الأصحا ب<br />
منه أن ّ مراده مدلول اللفظ وحده وهو القديم وحده، وأما العبارات فإنما تسمى كلاما ً مجازا ً لدلالته<br />
على ما هو كلام حقيقة، حتى صرحوا بأن ّ الألفاظ حادثة على مذهبه أيضا ً، لكنها ليست كلاما ً<br />
حقيقة، وهذا الذي فهموه من كلام الشيخ، له لوازم كثيرة فاسدة كعدم إكفار من أنكر كلامية ما بين<br />
دف ّتي المصحف، وكعدم كون المقرو والمحفوظ كلامه حقيقة، إلى غير ذلك مِما لا يخفى على<br />
المتفط ّن في الأحكام الدينية، فوجب حمل كلام الشيخ على أنه أراد به المعنى الثا ني، فيكون الكلام<br />
النفسي عنده أمرا ً شاملا ً للفظ والمعنى جميعا ً، قائما ً بذات االله تعالى، وهو مكتوب في المصاحف،<br />
مقرو بالألسن، محفوظ في الصدور، وهو غير الكتابة والقراءة والحفظ.<br />
١٢<br />
(٢)<br />
قوله: [لا كما زعمت الحنابلة] إشارة إلى دفع دخل مقدر بيانه: أن ّ النظم متصف بما هو من صفات<br />
المخلوق وسمات الحدو ث، فأنى ّ يكون قديما ً، وما هو وجه التشنيع على الحنابلة؟ فأجابه بأ ّم<br />
يقولون: بقدم النظم مع كونه مرتب الأجزاء وهو محال.