Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
#<br />
(١)<br />
ومن السمعيات قوله: ﴿لا َ تدرِك ُه الأَبصار﴾[الأنعام:<br />
بعد تسليم كون الأبصار للاستغراق وإفادته عموم السلب لا سلب العموم<br />
(٢)<br />
١٠٣]. والجواب<br />
وكون الإدراك هو الرؤية مطلقا ً لا الرؤية على وجه الإحاطة بجوانب<br />
المرئي: أنه لا دلالة فيه على عموم الأوقات والأحوال، وقد يستدل ّ بالآية<br />
على جواز الرؤية؛ إذ لو امتنعت ل َما حصل التمدح بنفيها، كالمعدوم لا<br />
يمدح بعدم رؤيته لامتناعها، وإنما التمدح في أن يمكن رؤيته ولا يرى<br />
(٣)<br />
١٢<br />
"<br />
!١٩٨<br />
١٢<br />
(٤)<br />
(١)<br />
(٢)<br />
في الماهية واللوازم.<br />
قوله: [ومن السمعيات] عطف على قوله: ½ومن العقليات¼ أي: شبهة المنكرين من السمعيات.<br />
قوله: [والجواب... إلخ] مشتمل على وجوه من الجوا ب، أحدها: منع كون اللام في الأبصار<br />
للاستغراق، بل للجنس أو العهد الذهني، وثانيها: أنه لو سل ّم فهو من الإثبات، فنفيه رفع الإيجا ب<br />
الكل ّي وهو في حكم السلب الجزئي لاالسلب الكل ّي، وثالثها: أنه لو سل ّم فكون إدراكها مطلق الرؤية<br />
ممنوع، بل هو إحاطة جوانب المدرك، ولا يحيطون به علما ً فضلا ً عن الرؤية لك، ومنه نفي موسى<br />
عليه السلام للإدراك بعد ثبوت الرؤية في قوله تعالى: ﴿ف َل َما تراءى ال ْجمعان﴾[الشعراء: قال<br />
أصحاب موسى:﴿ إِنا ل َمدرك ُون َ﴾[الشعراء: ٦١] قال: ﴿ك َلا َّ﴾[الشعراء: و رابعها أنه لو سل ّم<br />
أنه الرؤية وعموم السلب في الأفراد، فلا نسل ّمه في الأوقات، فإنها سالبة مطلقة لا دائمة، فلا يرى في<br />
الدنيا. "نظم الفرائد".<br />
قوله: [قد يستدل ّ بالآية] معارضة للمعتزلة حيث يقولون: ½تمدح االله تعالى بكونه لا يرى، وما يكون<br />
سلبه مدحا ً يكون وجوده نقصا ً فيجب تنزيه االله تعالى عنه¼، فعارضهم الأشاعرة بان ّ التمدح إنما<br />
يدل ّ على جواز الرؤية لا امتناعها.<br />
قوله: [كالمعدوم لا يمدح] يرد عليه أن ّ عدم مدح المعدوم لاشتماله على معدن كل ّ نقص أعني:<br />
العدم، كما أن ّ الأصوات والروائح لا تمدح مع إمكان رؤيتها لكوا مقرونة بسمات النقص، والحق<br />
أن ّ امتناع الشيء لا يمنع التمدح بنفيه؛ إذ قد ورد التمدح بنفي الشريك واتخاذ الولد في القران مع<br />
امتناعهما في حق ّه تعالى. "خيالي".<br />
١٢<br />
[٦١<br />
،[٦٢<br />
١٢<br />
١٢<br />
(٣)<br />
(٤)