664-1

لا½‏
باطلا ً.‏ والثاني:‏ أنه ليس بمؤمن لقوله تعالى:‏ ‏﴿أ َف َمن ك َان َ مؤمِنا ك َمن ك َان َ
ف َاسِق ًا﴾[السجدة:‏ ١٨] جعل المؤمن مقابلا ً للفاسق،‏ وقوله عليه السلام:‏
يزني الزاني وهو مؤمن¼،‏ وقوله عليه الصلاة والسلام:‏ ‏½لا إيمان لمن لا
أمانة له¼،‏ ولا كافرٍ‏ لِما تواترت من أن ّ الأمة كانوا لا يقتلونه ولا يجرون
عليه أحكام المرتدين ويدف ّنونه في مقابر المسلمين،‏ والجواب:‏ أن ّ المراد
بالفاسق في الآية هو الكافر،‏ فإن ّ الكفر من أعظم الفسوق
وارد على سبيل التغليظ والمبالغة في الزجر عن المعاصي بدليل الآيات
والأحاديث الدال ّة على أن ّ الفاسق مؤمن،‏ حتى قال عليه السلام لأبي ذر رضي
االله عنه ل َما بالغ في السؤال:‏ ‏½وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي ذر‏¼‏
، والحديث
.
(٤)
(١)
(٣)
(٢)
#
١٢
١٢
١٢
(١)
(٢)
(٣)
(٤)
قوله:‏ ‏[أعظم الفسوق]‏ والمطلق ينصرف إلى الفرد الكامل.‏
قوله:‏ ‏[على سبيل التغليظ...‏ إلخ]‏ قال الملا ّ علي القاري في ‏"المرقاة":‏ أصحابنا أولوه بأن ّ المراد
المؤمن الكامل في إيمانه أو ذو أمن من عذاب االله تعالى أو المراد المؤمن المطيع الله،‏ أو معناه الزجر و
الوعيد أو الإنذار لمرتكب هذه الكبائر بسوء العاقبة؛ إذ مرتكبها لا يؤمن عليه أن يقع في الكفر الذي
هو ضد الإيمان.‏
قوله:‏ ‏[وإن زنى وإن سرق...‏ إلخ]‏ أخرج الشيخان عن أبي ذر رضي االله تعالى عنه ‏½قال:‏ أتيت النبي
صل ّى االله تعالى عليه وسل ّم وعليه ثوب أبيض وهو نائم،‏ ث ُم أتيته وقد استيقظ،‏ فقال:‏ ما من عبد قال:‏
‏½لا اله إلا ّ االله¼‏ ث ُم مات على ذلك إلا ّ دخل الجن ة،‏ قلت:‏ وإن زنى وإن سرق،‏ قال:‏ وإن زنى وإن
سرق،‏ قلت:‏ وإن زنى وإن سرق،‏ قال:‏ وإن زنى وإن سرق،‏ قلت:‏ وإن زنى وإن سرق،‏ قال:‏ وإن زنى
وإن سرق على رغم أنف أبي ذر‏¼.‏
قوله:‏ ‏[على رغم أنف أبي ذر‏]‏ بفتح الغين وكسرها ماخوذ من ‏½الرغام¼،‏ وهو التراب،‏ يقال:‏ ‏½أرغم االله
أنفه¼،‏ أي:‏ ألصقه بالرغام وأذل ّه،‏ فمعناه:‏ على ذل ّ من أبي ذر لوقوعه مخالفا ً لما يريد،‏ وقيل:‏ على كراهة
"
Å
!٢٥٩