23.02.2017 Views

664-1

  • No tags were found...

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

#<br />

االله تعالى،‏ وعلم به صدق دعوى النبي عليه السلام علما ً عاديا لا يقدح فيه<br />

شيء من الاحتمالات العقلية،‏ على ما هو شأن سائر العلوم العادية،‏ وثانيهما:‏<br />

أنه نقل عنه من الأمور الخارقة للعادة ما بلغ القدر المشترك منه أعني:‏<br />

ظهور المعجزة حد التواتر،‏ وإن كانت تفاصيلها آحادا ً،‏ كشجاعة علي<br />

رضي االله عنه،‏ ووجود حاتم وهي مذكورة في كتاب السير،‏ وقد يستدل ّ<br />

أرباب البصائر على نبوته بوجهين:‏ أحدهما:‏ ما تواتر من أحواله قبل النبوة<br />

وحال الدعوة وبعد تمامها وأخلاقه العظيمة وأحكامه الحكمية وإقدامه<br />

(١)<br />

١٢<br />

"<br />

!٣٠٢<br />

(٢)<br />

(١)<br />

(٢)<br />

حيث قالوا:‏ يحتمل أن يكون بعضهم عارض القرآن ولكن ستره أصحابه ولم ينقلوه،‏ وتقرير الجواب:‏<br />

أن ّ الأعداء يومئذ أكثر من الرمل والحصى من المشركين والمنافقين واليهود و والنصارى،‏ فالعادة<br />

حاكمة بالضرورة بأن ّ المعارضة لو وقعت لنقلوها،‏ وستر الصحابة مِما يزيد حرص المخالفين على<br />

النقل.‏ ١٢ ملخصا ً.‏ ‏"ن"‏<br />

قوله:‏ ‏[وإن كانت تفاصليها آحادا ً]‏ كتكل ّم البهائم ونطق الأشجار والأحجار وشهادة الكل ّ بنبوة،‏ وبكاء<br />

جذع النخلة حين ترك الاتكاء إليه،‏ وإشباع جماعات كثيرة بطعام قليل،‏ و نبوع الماء من أصابعه عليه<br />

السلام إلى غير ذالك،‏ بل قال القاضي عياض في ‏"الشفا"‏ ما حاصله:‏ إن ّ كثيرا ً من المعجزات قد بلغ حد<br />

التواتر والشهرة،‏ والحكم بأ ّا من أخبار الآحاد ناشٍ‏ من قل ّة مطالعته للأخبار و رواياا،‏ وشغله بغير ذلك<br />

من المعارف،‏ ولا يبعد أن يحصل العلم بالتواتر عند واحد ولا يحصل عند آخر.‏ ١٢<br />

قوله:‏ ‏[وقد يستدل ّ أرباب البصائ ر...‏ إلخ]‏ مبنى الاستدلال الأول أعني:‏ قوله:‏ ‏½أما نبوة محمد صل ّى<br />

االله تعالى عليه وسل ّم...‏ إلخ¼،‏ على دعوى النبوة،‏ وإظهار المعجزة على التعيين وهو كلام االله،‏ أو<br />

الإجمال وهو سائر معجزاته التي أشار إليها بقوله:‏ ‏½وثانيهما¼،‏ ومبنى الاستدلال الثاني وهو قوله:‏ ‏½وقد<br />

يستدل ّ أحدهما...‏ إلخ¼‏ على أنه مكمل بالفتح،‏ على وجه لا يتصور في غير النبي عليه السلام،‏ ومبنى<br />

الاستدلال الثالث وهو قوله:‏ ‏½وثانيهما أنه إدعى...‏ إلخ¼‏ على أنه مكمل بالكسر على ذلك الوجه<br />

أيضا ً،‏ وليس في هذين الوجهين ملاحظة التحدي وإظهار المعجزة،‏ كذا في ‏"الخيالي".‏

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!