664-1

١٩]. و(‏
#
ولا َ يستحسِرون َ﴾[الأنبياء:‏ لا يوصفون بذكورة ولا أنوثة)؛ إذ ل َم
يرد بذلك نقل ولا دل ّ عليه عقل،‏ وما زعم عبدة الأصنام أ ّم بنات االله
تعالى محال باطل وإفراط في شأنِهم،كما أن ّ قول اليهود إن ّ الواحد
فالواحد منهم قد يرتكب الكفر،‏ ويعاقبه االله بالمسخ تفريط وتقصير في
حالِهم،‏ فإن قيل:‏ أليس قد كفر إبليس وكان من الملائكة بدليل صحة
استثنائه منهم،‏ قلنا:‏ لا بل كان من الجن ففسق عن أمر ربه،‏ لكنه ل َما كان
في صفة الملائكة في باب العبادة ورفعة الدرجة وكان جنيا واحدا ً مغمورا ً
فيما بينهم،‏ صح استثناؤه منهم تغليبا ً،‏ وأما هاروت وماروت فالأصح
(٥)
:
(٢)
عِل ْمٍ﴾[النجم:‏ ٢٧]،
!٣١١ "
(٤)
[٤٠
[١٩
(١)
(٣)
(١)
(٢)
(٣)
(٤)
قوله:‏ ‏[محال باطل]‏ رده االله بقوله:‏ ‏﴿ل َيسمون َ ال ْملا َئِك َة َ تسمِية َ الأُنث َى وما ل َهم بِهِ‏ مِن
وقوله تعالى:‏ ‏﴿وجعل ُوا ال ْملا َئِك َة َ ال َّذِين هم عِباد الرحمنِ‏ إِناث ًا أ َشهِدوا خل ْق َهم ستك ْتب شهادتهم
ويسأ َل ُون َ﴾[الزخرف:‏ وقوله تعالى:‏ ‏﴿أ َف َأ َصف َاك ُم ربك ُم بِال ْبنِين واتخذ َ مِن ال ْملا َئِك َةِ‏ إِناث ًا إِنك ُم
ل َتق ُول ُون َ ق َولا ً عظِيما﴾[الإسراء:‏ إلى غير ذلك من الآيات القرآنية.‏ ١٢
قوله:‏ ‏[قول اليهود...‏ إلخ]‏ وإليه الإشارة في قوله تعالى:‏ ‏﴿من ك َان َ عدوا لِل َّهِ‏ وملا َئِك َتِهِ‏ ورسلِهِ‏ وجِبرِيل َ
ومِيك َال َ ف َإِن َّ الل َّه عدو لِل ْك َافِرِين‏﴾[البقرة:‏
قوله:‏ ‏[بدليل صحة استثنائه]‏ إذ الأصل في الاستثناء هو الإتصال،‏ وأيضا ً لولم يندرج في الملائكة لم
يتناوله أمرهم بالسجود،‏ فلم يوجد فسقه عن أمر ربه،‏ وقد يجاب بأن ّ أمر الأعلى يتضمن أمر الأد نى
بلا مرية.‏ ‏"خيالي".‏
قوله:‏ ‏[صح استثنائه...‏ إلخ]‏ حاصله أن ّ إبليس كان من الجن لقوله تعالى:‏ ‏﴿ك َان َ مِن ال ْجِن ف َف َسق عن
أ َمرِ‏ ربهِ﴾[الكهف:‏ وصح الاستثناء،‏ وتناوله الأمر بالسجود للغلبة،‏ أي:‏ أنه كان مأمورا ً مع
الملائكة،‏ لكن عبر عن اموع بالملائكة تغليبا ً،‏ كذا يحصل من الحواشي.‏
قوله:‏ ‏[هاروت وماروت]‏ هما ملكان نزلا ب½بابل¼‏ قرية ب½العراق¼،‏ اسمان أعجميان بدلالة منع
صرفهما للعلمية والعجمة.‏ ١٢ ‏"شرح الشفا"‏ للملا ّ علي القاري.‏
١٢
١٢ .[٩٨
،[٥٠
١٢
(٥)