Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
خلقه؟ قلنا: لأنه قد ثبت أن ّ الخالق حكيم لا يخلق شيئا ً إلا ّ وله عاقبة حميدة<br />
وإن لم نط ّلع عليها، فجزمنا بأن ّ ما نستقبحه من الأفعال قد يكون له فيها<br />
حِكم ومصالح، كما في خلق الأجسام الخبيثة الضارة المؤلمة بخلاف<br />
الكاسب، فإنه قد يفعل الحسن وقد يفعل القبيح، فجعلنا كسبه للقبح مع<br />
ورود النهي عنه قبيحا ً سفها ً موجبا ً لاستحقاق الذم والعقاب. (والحسن<br />
منها) أي: من أفعال العباد وهو ما يكون متعل ّق المدح في العاجل والثواب<br />
في الآجل، والأحسن أن يفسر بِما لا يكون متعل ّقا ً للذم والعقاب ليشمل<br />
المباح (برضاء االله تعالى) أي: بإرادته من غير اعتراض. (والقبيح منها)<br />
وهو ما يكون متعل ّق الذم في العاجل والعقاب في الآجل. (ليس برضائه)<br />
(٤)<br />
(٢)<br />
(١)<br />
١٢<br />
١٢<br />
.<br />
(٣)<br />
(١)<br />
(٢)<br />
(٣)<br />
الحسن والقبح.<br />
قوله: [ما نستقبحه من الأفعال] أي: ما نحسبه من الأفعال قبيحا ً، في خلقه مصالح وفوائد، فالخلق<br />
حسن وكسبه قبيح.<br />
قوله: [في العاجل... إلخ] أي: الدنيا، والآجل الآخرة وهذا أكثري، وإلا ّ فالمدح يتحق ّق في الأجل<br />
أيضا ً، كما في قوله تعالى: ﴿سلا َم عل َيك ُم طِبتم ف َادخل ُوها خالِدِين﴾[الزمر: ٧٣]، وكذا الجزاء قد<br />
يوجد في الدنيا كما ورد ½الصدقة تطفي غضب الرب وترد البلاء وتزيد في العمر¼<br />
قوله: [ليشمل المباح] أي: إنما كان هذا التفسير أحسن ليدخل المباح في الحسن، بخلاف التفسير<br />
الأول، فإنه يلزم عليه أن يكون المباح واسطة بين الحسن والقبح، هذا. ولا يخفى عليك أن ّ التفسير<br />
الثاني للحسن يصدق على المكروه من القبيح أيضا ً، فالأوجه ما في "شرح المواقف" نصه: القبيح<br />
عندنا ما ي عنه شرعا ً ي تحريم أو تنزيه، والحسن بخلافه كالواجب والمندوب والمباح عند<br />
أكثر أصحابنا من قبيل الحسن وكفعل االله تعالى، فإنه حسن بالاتفاق.<br />
قوله: [ليس برضائه] هذه المسئلة مبنية على أصل، وهو أن ّ الحب والرضا هل هو الإرادة أو هوصفة<br />
مغايرة للإرادة؟ فالمعتزلة يجعلوما جنسا ً واحدا ً، وأما جماهير الناس من أهل الكلام والفقه<br />
١٢ "نظم"<br />
١٢<br />
#<br />
"<br />
Å<br />
!٢١٥<br />
(٤)