Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
#<br />
القاطعة الدال ّة على أن ّ العبد لا يخرج بالمعصية عن الإيمان، وأيضا ً الخلود<br />
في النار من أعظم العقوبات وقد جعل جزاء للكفر الذي هو أعظم<br />
الجنايات فلو جوزي به غير الكافر لكانت زيادة على قدر الجناية، فلا يكون<br />
عدلا ً وذهبت المعتزلة إلى أن ّ من أدخل النار فهو خالد فيها؛ لأنه إما<br />
كافر أو صاحب كبيرة، مات بلا توبة؛ إذ المعصوم والتائب وصاحب<br />
الصغيرة إذا اجتنب الكبائر ليسوا من أهل النار على ما سبق من أصولهم،<br />
والكافر مخل ّد بالإجماع، وكذا صاحب الكبيرة مات بلا توبة، بوجهين:<br />
الأول: أنه يستحق العذاب وهو مضرة خالصة دائمة فينافي استحقاق<br />
الثواب الذي هو منفعة خالصة دائمة. والجواب: منع قيد الدوام ، بل منع<br />
(٤)<br />
(١)<br />
(٣)<br />
١٢ "(٤)<br />
!٢٧١<br />
،<br />
(٢)<br />
المعتزل ة بناء على أصلهم، فإن ّ الكبيرة عندهم تخرج أهلها عن أن يكون مؤمنا ً، فأجابه بأن ّ النصوص<br />
القطعية دال ّة على أن ّ العبد لا يخرج عن الإيمان بالمعصية فهي حجة عليهم.<br />
١٢<br />
(١)<br />
(٢)<br />
(٣)<br />
قوله: [جزاء للكفر] أي: على الإطلاق من غير تقييد بالشدة ونحوها بأن يكون عذاب الكافر شديدا ً<br />
بالنسبة إلى عذاب مرتكب الكبيرة وإن كانا مخل ّدين في النار حتى لا يزيد الجزاء على قدر الجناية،<br />
كذا في "الخيالي" وحاشيته.<br />
١٢<br />
قوله: [فلا يكون عدلا ً] هذا إلزام على المعتزلة، فإ ّم يقولون بالقبح العقلي، وأما الأشعرية فعندهم لا<br />
يقبح من االله سبحانه شيء، فهو تعالى يفعل في ملكه كيف يشاء، فتصرفه تعالى في ملكه لا يوصف<br />
بالظلم.<br />
١٢<br />
١٢<br />
قوله: [مضرة خالصة] لا يمازجها منفعة؛ لأنه لولا الخلوص عن شوائب النفع لم ينفصل عن مضار<br />
الدنيا، فإ ّا مضار من وجه دون آخره، ولا يخفى ضعفه لجواز الانفصال بوجه آخر، كذا يحصل من<br />
لخا" يالي".<br />
قوله: [منع قيد الدوام] أي: لا نسل ّم أن ّ العذاب مضرة دائمة، بل لا نسل ّم الخلوص أيضا ً.