664-1

#
(١)
لأن ّ حرمة هذه الأشياء ثابتة في جميع الأديان،‏ موافقة للحكمة ، ومن أراد
الخروج عن الحكمة فقد أراد أن يحكم االله تعالى بما ليس بحكمة،‏ وهذا
جهل منه بربه تعالى،‏ وذكر الإمام السرخسي في كتاب الحيض:‏ أنه لو
استحل ّ وطئ امرأته الحائض يكفر،‏ وفي النوادر:‏ عن محمد رحمه االله أنه لا
يكفر،‏ وهو الصحيح وفي استحلاله اللواطة بامرأته لا يكفر على
الأصح‏،‏ ومن وصف االله تعالى بما لا يليق،‏ أو سخر باسم من أسمائه،‏ أو
بأمر من أوامره أو أنكر وعده أو وعيده يكفر،‏ وكذا لو تمنى أن لا يكون
نبي من الأنبياء على قصد استخفاف أو عداوة،‏ وكذا لو ضحك على وجه
الرضاء فيمن تكل ّم بالكفر،‏ وكذا لو جلس على مكان مرتفع وحوله
(٣)
(٥)
١٢
١٢ "(٥)
!٣٥٢
.
(٢)
(٤)
(١)
قوله:‏ ‏[موافقة للحكمة]‏ أي:‏ في حد ذاا مع قطع النظر عن حال الأشخاص والأزمان لعدم اختلافها
باختلاف تلك الحال،‏ وأما مثل حرمة الخمر فالحكمة فيها ليست ذاتية،‏ فتمني خلافه يحتمل أن
يكون إرادة تبديل حال الأشخاص والأزمان.‏
١٢
(٢)
‏"خيالي"‏
قوله:‏ ‏[لا يكفر،‏ وهو الصحيح]‏ وهذا مبني على ما تقدم من الخلاف فيمن استحل ّ حراما ً لغيره،‏
أيكفر أم لا؟؛ لأن ّ حرمة وطي الحائض لعل ّة الأذى.‏
١٢
(٣)
‏"شرح الفقه الأكبر".‏
قوله:‏ ‏[بأمرأته لا يكفر]‏ قال في ‏"الخلاصة":‏ هو الصحيح،‏ قلت:‏ لأن ّ حرمتها ثابتة،‏ إما بأخبار الأحاد
أو بالقياس على حرمة وطي الحائض،‏ قال في ‏"الخلاصة":‏ إذا كانت الحرمة بأخبار الأحاد لا يكفر،‏
بخلاف اللواطة من الغلام،‏ فإن ّ حرمتها قطعية ثابتة بالكتا ب،‏ قال تعالى:‏ ‏﴿إِنك ُم ل َتأ ْتون َ الرجال َ شهوة ً
مِن دونِ‏ النساءِ﴾[الأعراف:‏ ٨١]، وغير ذلك من الآيات.‏
قوله:‏ ‏[على وجه الرضا]‏ وأما إذا ضحك لا على وجه الرضاء،‏ بل بسبب أن كان الكلام الموجب
للكفر عجيبا ً غريبا ً يضحك السامع ضرورة فلا يكفر.‏ ‏"شرح الفقه الأكبر"‏ للعلا ّمة القاري.‏
قوله:‏ ‏[على مكان مرتفع]‏ وكذا إذا لم يجلس على المكان المرتفع.‏ ‏"خلاصة الفتاوى".‏
١٢
١٢
(٤)