23.02.2017 Views

664-1

  • No tags were found...

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

#<br />

إلى غير ذلك وهذا جهل عظيم؛ لأن ّ المتصف بالشيء من قام به ذلك<br />

الشيء،‏ لا من أوجده،‏ أولا يرون أن ّ االله تعالى هو الخالق للسواد والبياض<br />

وسائر الصفات في الأجسام،‏ ولا يتصف بذلك؟ وربما يتمسك بقوله تعالى:‏<br />

‏﴿ف َتبارك الل َّه أ َحسن ال ْخالِقِين‏﴾‏ لما[‏ ؤمنون:‏ تخل ُق مِن الط ِّينِ‏<br />

ك َهيئ َةِ‏ الط َّيرِ﴾‏ ‏[المائدة:‏ والجواب:‏ أن ّ الخلق هاهنا بمعنى<br />

التقدير ‏(وهي)‏ أي:‏ أفعال العباد ‏(كل ّها بإرادته ومشيئته)‏ تعالى وتقدس،‏<br />

قد سبق أما عندنا عبارة عن معنى واحد ‏(وحكمه)‏ لا يبعد أن يكون<br />

ذلك<br />

(٢ )<br />

١٤]، ‏﴿وإِذ ْ<br />

،[١١٠<br />

(٣)<br />

.<br />

(٤)<br />

،<br />

...................................................................<br />

١٢<br />

"<br />

!٢٠٥<br />

(١)<br />

لا العبد؛ إذ الفعل والخلق عندهم بمعنى واحدٍ،‏ فإذا كان الفاعل هو االله تعالى لزم اتصافه بما فعل ؛ إذ<br />

لا معنى لفاعل القيام إلا ّ من اتصف بالقيام مثلا ً،‏ واللازم باطل.‏<br />

١٢<br />

(١)<br />

(٢)<br />

(٣)<br />

قوله:‏ ‏[أحسن الخالقين]‏ يقولون:‏ إن ّ جمع الخالق يدل ّ على أن ّ غيره تعالى أيضا ً يكون خالقا ً،‏ والعياذ<br />

١٢ باالله تعالى.‏<br />

قوله:‏ ‏[إذ تخلق...‏ إلخ]‏ قالوا:‏ ‏½إن ّ هذه الآية تدل ّ على أن ّ عيسى عليه السلام خالق؛ لأن ّ الضمير في<br />

‏½تخلق¼‏ يعود إليه عليه السلام.‏<br />

[١٤<br />

١٢<br />

قوله:‏ ‏[بمعنى التقدير]‏ أي:‏ التصوير فيكون معنى ‏﴿أ َحسن ال ْخالِقِين‏﴾[المؤمنون:‏ ‏½أحسن<br />

المقدرين والمصورين¼‏ وكذا يكون معنى ‏﴿إِذ ْ تخل ُق‏﴾‏ ‏½إذ تقدر¼‏ في.‏ ‏"لسان العر ب"،‏ ‏½الخلق¼‏ في<br />

كلام العرب على وجهين،‏ أحدهما:‏ الإنشاء على مثال أبدعه،‏ والآخر:‏ التقدير،‏ وقال في قوله<br />

تعالى:﴿ف َتبارك الل َّه أ َحسن ال ْخالِقِين‏﴾[المؤمنون:‏ معناه:‏ أحسن المقدرين،‏ وقوله تعالى:‏ ﴿ أ َني<br />

أ َخل ُ ق ل َك ُم مِ‏ ن ال ط ِّينِ﴾[آل عمران:‏ تقديره،‏ ولم يرد أنه يحدث معدوما ً.‏<br />

قوله:‏ ‏[معنى واحد]‏ خلافا ً للكرامية فانهم يقولون:‏ ‏½إن ّ المشيئة قديمة والإرادة حادثة¼،‏ كذا في ‏"الملل<br />

١٢<br />

[١٤<br />

[٤٩<br />

(٤)<br />

والنحل".‏

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!