Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
#<br />
(١)<br />
ول َما صرح بأزلية الكلام حاول التنبيه على أن ّ القرآن أيضا ً قد يطلق على<br />
هذا الكلام النفسي القديم كما يطلق على النظم المتلو الحادث فقال:<br />
(والقرآن كلام االله تعالى غير مخلوق) وعق ّب القرآن بكلام االله تعالى لِما<br />
ذكره المشايخ من أنه يقال: القرآن كلام االله تعالى غير مخلوق، ولا يقال:<br />
القرآن غير مخلوق، لئلا ّ يسبق إلى الفهم أن ّ المؤل ّف من الأصوات<br />
والحروف قديم كما ذهبت إليه الحنابلة جهلا ً أو عنادا ً. وأقام غير<br />
المخلوق مقام غير الحادث تنبيها ً على اتحادهما، وقصدا ً إلى جري<br />
(٢)<br />
(٥)<br />
(٣)<br />
(٤)<br />
(٦)<br />
١٢<br />
"<br />
!١٦٤<br />
(١)<br />
(٢)<br />
(٣)<br />
(٤)<br />
(٥)<br />
قوله: [ول َما صرح... إلخ] يعني: بعد إثبات أزلية الكلام النفسي حكم بأزلية القرآ ن، تنبيها ً<br />
على إطلاق القرآن على الكلام النفسي؛ إذ لو لا إطلاقه على الكلام النفسي لم يصح نفي<br />
الحدوث عنه.<br />
قوله: [عق ّب القرآ ن إلخ] يعني: قال المصنف: ½القرآن كلام االله تعالى غير مخلو ق¼، ولم يقل:<br />
½القرآن غير مخلوق¼، مع أن ّ هذا أحق من الأول، والخف ّة مطلوبة عندهم.<br />
قوله: [لئلا ّ يسبق إلى الفهم] يعني: أن ّ إطلاق لفظ القرآن شائع على ذلك المؤل ّف عند أهل اللغة<br />
والقراء وعلماء الأصو ل، بخلاف كلام االله تعالى، فإنه وإن كان مشتركا ً بين اللفظي والنفسي، لكن<br />
المتبادر منه في عرف أهل السنة والجماعة هو النفسي، وقيل: قد يسبق الذهن من القرآن إلى هذا<br />
المؤل ّف؛ لأن ّ القرآن يشعر بالقراءة المتعل ّقة باللفظ دون المعنى. "حاشية السيالكوتي".<br />
قوله: [الحنابلة] وهم المنسوبون إلى الإمام الهمام أحمد بن حنبل رضي االله تعالى عنه.<br />
قوله: [جهلا ً] كفى دليلا ً على جهلهم أنه قال بعضهم: الجلد والغلاف قديمان، فضلا ً عن المصحف، كذا في<br />
"المواقف"، هذا ولا يخفى أن ّ الشارح لم ينسب الجهل إلى الإمام الهمام حتى يحتاج إلى التأويل. ١٢<br />
قوله: [أقام غير المخلوق] أي: قال: غير مخلوق ولم يقل: غير حاد ث، مع أن ّ المستعمل عند<br />
١٢<br />
١٢ "ر"<br />
١٢<br />
(٦)<br />
المتكل ّمين سِيما في بحث الصفات لفظ القدم والحدوث.