Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
(٣)<br />
(٢)<br />
(١)<br />
اعلم أن ّ الأحكام الشرعية منها ما يتعل َّق بكيفية العمل، وتسمى<br />
فرعية وعملية ، ومنها ما يتعل ّق بالاعتقاد، وتسمى أصلية واعتقادية<br />
والعلم المتعل ِّق بالأولى: يسمى علم الشرائعِ والأحك َامِ لِ ما أا لاتستفاد<br />
.<br />
(٤)<br />
(٥)<br />
#<br />
(١)<br />
قوله: [الأحكام الشرعية] للحكم معان ثلاثة: الأول: نسبة أمر إلى أمر آخر إيجابا ً أو سلبا ً، أي: نفس<br />
النسبة الخبرية، والثاني: إدراك تلك النسبة بمعنى أن ّ النسبة واقعة أو ليست بواقعة، والثالث: خطاب االله<br />
تعالى المتعل ّق بأفعال العباد بالاقتضاء والتخيير، هذا مصطلح الأصوليين، وهذا الأخير غير مراد هاهنا<br />
وإلا ّ يلزم انحصار مسائل الكلام في العلم بالوجوب وإخوانه من الندب وغيره، والمراد من الشرعية ما<br />
يستفاد من الشرع سواء كان موقوفا ً عليه أو لا، كذا في "الخيالي".<br />
قوله: [بكفية العمل] أراد من "العمل" أفعال العباد لا المكل ّفين فقط، فإن ّ الفقهاء يبحثون عن أفعال<br />
الغير المكل ّفين أيضا ً، كالصبي وانون مثلا ً، إسلام الصبي يصح أم لا ؟ وتصرف انون يعتبر أم لا<br />
وكيفية العمل هي الأعراض الذاتية له من الوجوب والندب والحرمة والكراهة والصحة والفساد، وهذا<br />
أولى مِما قال في "شرح المقاصد": حيث جعل الأحكام متعل ّقة بالعمل لا بكيفيته. والأحكام لا تتعل ّق<br />
بالعمل من حيث هو عمل، بل من حيث كيفياته من الوجوب والحرمة والصحة والفساد.<br />
"النبراس".<br />
قوله: [فرعية وعملية] سمى ½فرعية¼ لتفرعها على الأصول المستخرجة من الكتاب والسنة والإجماع<br />
والقياس، مثلا ً الطهارة ليست بشرط في الطواف، هذا الحكم متفرع على أن ّ الخاص بين بنفسه، لا<br />
يحتمل البيان وسمى ½عملية¼ لتعل ّق تلك الأحكام بالعمل.<br />
قوله: [أصلية واعتقادية] أما كوا أصلية؛ فلأا أصل القسم الأول، فإن ّ الاعتقاد إن لم يصح لا يغني<br />
عنه العمل شيئا ً، وكوا اعتقادية ً؛ فلأن ّ المقصود منها الاعتقاد، مثلا ً عذاب القبر حق.<br />
قوله: [أا لا تستفاد] نشر على ترتيب اللف فهذا وجه التسمية ب½علم الشرائع¼ ووجه التسمية<br />
ب½علم الأحكام¼. بقي الكلام في أن ّ الأحكام لا تستفاد إلا ّ من جهة الشرع فهذا عندنا، فإن ّ حسن<br />
بعض الأفعال وقبحه وإن كان عندنا عقليا لا يتوق ّف على ورود الشرع، لكنه لا يستلزم حكما ً من االله<br />
بل يصير موجبا ً لاستحقاقه الحكم من االله الحكيم. وأما عند المعتزلة فكل ّ الأحكام لا يتوق ّف على<br />
Å<br />
١٢<br />
١٢<br />
١٢<br />
١٢<br />
!٥٠ "<br />
(٢)<br />
(٣)<br />
(٤)<br />
(٥)