664-1

ينتت
#
(١)
يخلق االله تعالى إدراكها في النفس عند استعمال العبد تلك القوة،‏
‏(والشم‏)‏ وهي قوة مودعة في الزائدتين الناب في مقدم الدماغ الشبيهتين
بحملتي الثدي،‏ تدرك ا الروائح بطريق وصول الهواء المتكيف بكيفية
ذي الرائحة إلى الخيشوم ‏(والذوق)‏ وهي قوة منبثة في العصب المفروش
على جرم اللسان يدرك ا الطعوم بمخالطة الرطوبة اللعابية التي في الفم
بالمطعوم ووصولها إلى العصب،‏ ‏(واللمس)‏ وهي قوة منبثة في جميع البدن
،
(٥)
(٢)
(٤)
(٣)
١٢
"
!٧٦
(١)
(٢)
(٣)
(٤)
(٥)
قوله:‏ ‏[مِما يخلق االله تعالى]‏ في ‏"شرح المواقف":‏ أنت تعرف أن ّ مذهب أهل الحق أن ّ الرؤية سواء
كانت متعل ّقة ً بالألوان أو بغيرها أمر يخلقه االله تعالى في الحي وفق مشيئته،‏ ولا يشترط بضوء ولا
مقابلة ولا بغيرهما من الشرائط التي اعتبرها الحكماء والمعتزلة.‏
قوله:‏ ‏[بطريق وصول الهواء]‏ يعني:‏ أن ّ االله تعالى يخلق إدراك الروائح عند وصول الهواء المتكيف
بكيفية ذي الرائحة إلى الخيشوم بطريق جري العادة،‏ لا بمعنى أن ّ الوصول عل ّة تامة للإدراك.‏
‏"نبراس"‏
قوله:‏ ‏[بكيفية ذي الرائحة]‏ قال الجمهور:‏ يتكيف الهواء برائحة المشموم بسبب ااورة،‏ ثم ّ
يتكيف الهواء الآخر ااور لذلك الهواء،‏ وهكذا إلى أن يصل التكيف إلى الهواء ااور للحملتين.‏
‏"نبراس"‏
قوله:‏ ‏[بمخالطة الرطوبة]‏ هاهنا وجهان:‏ الأول:‏ أن ّ الرطوبة اللعابية تتكيف بكيفية الطعم من غير
مخالطة،‏ فالمحسوس بالحقيقة هو الرطوبة،‏ والثاني:‏ أن ّ أجزاء المطعوم تتشرب بالرطوبة،‏ فتصل تلك
الأجزاء إلى العصب،‏ فلا فائدة في تلك الرطوبة إلا ّ تسهيل وصول المحسوس الحامل للطعوم إلى
الذائقة،‏ كذا في المطولات.‏
قوله:‏ ‏[في جميع البدن]‏ أي:‏ أكثر البدن سيما الجلد،‏ فإن ّ من أعضاء البدن ما ليس له قوة لامسة،‏
كالكلية والكبد والطحال والرية والع ظم،‏ بل قوة اللمس في أغشيتها فقط،‏ ووجوهها في المطولات.‏
والحكمة في عموم قوة اللمس حفظ البدن عما يضره من الحر والبرد.‏
١٢
١٢
١٢
١٢