23.02.2017 Views

664-1

  • No tags were found...

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

(٢)<br />

(٣)<br />

(١)<br />

هذه المسألة،‏ حتى قالوا:‏ إن ّ اوس أسعد حالا ً منهم،‏ حيث لم يثبتوا<br />

إلا ّ شريكا ً واحدا ً،‏ والمعتزلة يثبتون شركاء لا تحصى،‏ واحتجت المعتزلة:‏<br />

بأنا نفرق بالضرورة بين حركة الماشي وبين حركة المرتعش،‏ أن ّ الأولى<br />

باختياره دون الثانية،‏ وبأنه لو كان الكل ّ بخلق االله تعالى لبطلت قاعدة<br />

التكليف والمدح والذم والثواب والعقاب،‏ وهو ظاهر.‏ والجواب أن ّ<br />

ذلك إنما يتوجه على الجبرية القائلين بنفي الكسب والاختيار أصلا ً،‏ وأما<br />

نحن فنثبته على ما نحق ّقه إن شاء االله تعالى،‏ وقد يتمسك بأنه لو كان خالقا ً<br />

لأفعال العباد لكان هو القائم والقاعد والآكل والشارب والزاني والسارق<br />

:<br />

(٤)<br />

(٥)<br />

١٢<br />

(١)<br />

(٢)<br />

(٣)<br />

قوله:‏ ‏[أسعد حالا ً]‏ كان ينبغي أن يقال:‏ أقل ّ ضررا ً وإن أمكن التأويل؛ لأنه قد ورد في بعض الكتب<br />

الفقهية أن ّ من قال:‏ ‏½النصرانية خير من اليهود¼،‏ فقد كفر.‏ ١٢ كذا في ‏"البحر".‏<br />

قوله:‏ ‏[بأنا نفرق...‏ إلخ]‏ حاصل هذا الدليل:‏ أن ّ الحركة الصادرة من العبد على نوعين:‏ اختيارية<br />

كحركة الماشي،‏ وغير اختيارية كحركة المرتع ش،‏ فلو كان كل ّ حركة بخلق االله تعالى لزم أن يكون<br />

الكل ّ اختياريا أو غير اختياري واللازم باط ل،‏ فعلم أن ّ الحركة الاختيارية بخلق العبد والغير الاختيارية<br />

بخلق االله تعالى.‏<br />

قوله:‏ ‏[لبطلت قاعدة التكليف...‏ إلخ]‏ حاصل هذا الكلام:‏ أنه لو كان أفعال العباد بخلق االله تعالى<br />

لزم أن لا يكون العبد مكل ّفا ً بالأوامر والنواهي،‏ وأن لا يكون مستحق ّا ً للمدح ببعض أفعاله،‏ والذم<br />

بالبعض،‏ والعقاب بالبعض الآخر؛ لأن ّ الكل ّ بخلق االله تعالى لا اختيار للعبد لكونه مجبورا ً،‏ واللوازم<br />

كل ّها باطلة،‏ أما الملازمة فلأنه يلزم تكليف العاجز ويلزم أن لا يكون العبد مستحق ّا ً لهذه الأشياء،‏ أما<br />

بطلان اللازم فإن ّ االله كل ّف عباده بالأوامر والنواهي واستحق المدح والذم‏،‏ وكذا الملزوم.‏<br />

قوله:‏ ‏[والجواب]‏ حاصله أن ّ ذلك الإلزام إنما يقوم حجة على الجبرية الذين يقولون:‏ ‏½لا كسب ولا<br />

اختيار للعبد أصلا ً وأن ّ أفعاله بمنزلة حركات الجمادات لا علينا¼،‏ فإنا نقول:‏ بكسب العبد واختياره.‏ ١٢<br />

قوله:‏ ‏[هو القائم...‏ إلخ]‏ الضمير للفصل ويفيد الحصر أي:‏ يكون الفاعل لأفعال العبد هو االله تعالى<br />

١٢ ‏"ر"‏<br />

#<br />

"(٥)<br />

Å<br />

!٢٠٤<br />

(٤)

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!