You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
#<br />
العبد إذا بلغ غاية ا لمحبة و صفاء قلبه، واختار الإيمان على الكفر من غير<br />
نفاق سقط عنه الأمر والنهي، ولا يدخله االله النار بارتكاب الكبائر،<br />
وبعضهم إلى أنه تسقط عنه العبادات الظاهرة، وتكون عبادته التفك ّر،<br />
وهذا كفر وضلال فإن ّ أكمل النا س في ا لمحبة والإيمان هم الأنبياء خصوصا ً<br />
حبيب االله تعالى، مع أن ّ التكاليف في حق ّهم أتم وأكمل ، وأما قوله عليه<br />
السلام: ½إذا أحب االله عبدا ً ل َم يضره ذنب¼ فمعناه أنه عصمه من الذنوب<br />
فلم يلحقه ضررها. (والنصوص) من الكتاب والسنة (تحمل على ظواهرها)<br />
ما لم يصرف عنها دليل قطعي، كما في الآيات التي تشعر بظواهرها<br />
(٤)<br />
(٣)<br />
(٥)<br />
(١)<br />
(٢)<br />
١٢<br />
١٢ .[١٠<br />
٥]، ﴿يد<br />
"<br />
!٣٤٨<br />
(١)<br />
(٢)<br />
(٣)<br />
(٤)<br />
قوله: [لا يدخله االله النار... إلخ] ويقرب من هذا مذهب المرجئ ة، وهم قوم يقولون: لا يضر مع<br />
الإيمان معصية، كما لا ينفع مع الكفر طاعة. "تعريفات" السيد السند.<br />
قوله: [تسقط عنه العبادات] وقول بعض العارفين إن ّ السالك يصل إلى مقام يرتفع عنه التكليف،<br />
مراده ذا التكليف ذ َهاب كلفة العبادة، فلا يصير يمل ّ منها بل ربما تلذ ّذ بفعل ما كانت نفسه<br />
تتصعب لفعله قبل ذلك، وقد مكثت أنا في هذا المقام لا اتكل ّف لأشق العبادات، ث ُم كشف لي عن<br />
نقص ذلك المقام لما يصاحبه من هوى النفس، فتبت وصرت لا أتي بعبادة إلا ّ بمشق ّة وكلفة، كأ ني ّ<br />
حامل جبلا ً، قاله العارف باالله سيدي الإمام الشعراني ّ في "اليواقيت".<br />
قوله: [أتم ّ وأكمل] كما أن ّ صلاة التهجد واجبة على نبينا صل ّى االله تعالى عليه وسل ّم لا علينا، قال االله<br />
عزوجل ّ: ﴿ومِن الل َّيلِ ف َتهجد بِهِ نافِل َة ً ل َك﴾[الإسراء: أي: زائدة لك، و على ذلك صوم الوصال<br />
مشروع له صل ّى االله تعالى عليه وسل ّم لا لنا.<br />
قوله: [عصمه من الذنو ب... إلخ] أي: حفظه من أن يرتكب ذنبا ً، وإن فرط منه ذنب وف ّقه للتوبة،<br />
فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.<br />
قوله: [في الآيات ال تي... إلخ] كقوله تعالى: ﴿ومِن الل َّيلِ ف َتهجد بِهِ نافِل َة ً ل َك﴾[الإسراء:<br />
﴿الرحمن عل َى ال ْعرشِ استوى﴾[طه: الل َّهِ ف َوق أ َيدِيهِم﴾[الفتح:<br />
،[٧٩<br />
١٢<br />
[٧٩<br />
١٢<br />
١٢<br />
(٥)