664-1

(٢)
(٣)
(١)
الأصلح دليل على كون صانعه قادرا ً مختارا ً،‏ وكذا حدوثه إذ لو كان صانعه
موجبا ً بالذات لزم قدمه ضرورة امتناع تخل ّف المعلول عن عل ّته الموجبة.‏
‏(ورؤية االله تعالى)‏ بمعنى الانكشاف التام ‏(بالبصر)،‏ وهو معنى إثبات
الشيء كما هو بحاسة البصر،‏ وذلك أنا إذا نظرنا إلى البدر ث ُم أغمضنا
العين فلا خفاء في أنه وإن كان منكشفا ً لدينا في الحالتين لكن انكشافه حال
النظر إليه أتم ّ وأكمل،‏ ولنا بالنسبة إليه حينئذ حالة مخصوصة هي
(٧)
(٥)
(٤)
١٢
(٦)
(١)
على أن ّ صانعه قادر مختار،‏ فإنه إذا كان موجبا ً لم يكن على الوجه الأصلح،‏ بل على الوجه المتعين
الذي لا وجه ورائه.‏
قوله:‏ ‏[وكذا حدوثه]‏ دليل ثالث أي:‏ حدوث العالم أيضا ً يدل ّ على أن ّ صانعه قادر مختار؛ لأنه لو
كان موجبا ً بالذات لزم قدم العالم،‏ واللازم باطل فالملزوم مثله.‏
قوله:‏ ‏[لزم قدمه]‏ أي:‏ قدم العالم؛ إذ لو كان حادثا ً زمانيا ً لكان مسبوقا ً بالعدم،‏ وحينئذ يلزم تخل ّف
المعلول عن عل ّته الموجبة وهو محال،‏ بخلاف ما إذا كان صانعه قادرا ً مختارا ً،‏ فجاز أن يتخل ّف
المعلول عنه؛ لأن ّ إرادته ترجح صدوره تارة ً وعدمه أخرى.‏
قوله:[رؤية االله تعالى]‏ اجتمعت الأيِمة من أصحابنا على أن ّ رؤيته تعالى في الدنيا والآخرة جائزة عقلا ً،‏
واختلفوا في جوازها سمعا ً في الدنيا،‏ فأثبته بعضهم ونفاه آخرون.‏ ١٢ ‏"شرح المواقف".‏
قوله:‏ ‏[بمعنى الانكشاف التام‏]‏ فيه إشارة إلى أن ّ الرؤية مصدر مبني للمفعول يعني:‏ كونه تعالى مرئيا ؛
لأن ّ الانكشاف صفة المرئي‏،‏ والمصدر المبني للفاعل أي:‏ كون الشخص رائيا ً صفة الرائي وإنما أراد
الأول؛ لأنه المتبادر منه وهو المتنازع فيه.‏ ١٢ كذا في عامة الحواشي.‏
قوله:[وهو معنى...‏ إلخ]‏ كأنه أراد أن ّ مآل التعريفين واحد،‏ فالإثبات أيضا ً مصدر مبني للمفعول أي:‏
كون الشيء مثبتا ً.‏
قوله:[كما هو]‏ أي:‏ كما كان الشيء عليه في نفس الأمر.‏
قوله:[حالة مخصوصة]‏ وهذه الحالة مغايرة للحالة الأولى ال ّتي هي الرؤية بالضرورة،‏ فإن ّ الحالتين وإن
اشتركتا في حصول العلم فيهما إلا ّ أن ّ الحالة الأولى فيها أمر زائد هو الرؤية،‏ وكذا إذا علمنا شيئا ً علما ً
١٢
١٢
١٢
١٢
#
"
Å
!١٨٩
(٢)
(٣)
(٤)
(٥)
(٦)
(٧)