You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
#<br />
المعطوف عليه وورد أيضا ً جعل الإيمان شرطا ً لصحة الأعمال، كما في<br />
قوله تعالى: ﴿ومن يعمل ْ مِن الصالِحاتِ مِن ذ َك َرٍ أ َو أ ُنث َى وهو مؤمِن﴾<br />
[النساء: ١٢٤] مع القطع بأن ّ المشروط لا يدخل في الشرط لامتناع اشتراط<br />
الشيء بنفسه، وورد أيضا ً إثبات الإيمان لمن ترك بعض الأعمال، كما في<br />
قوله تعالى: ﴿وإِن ْ ط َائِف َتانِ مِن ال ْمؤمِنِين اق ْتتل ُوا﴾[الحجرات: ٩] على ما مر، مع<br />
القطع بأنه لا تحق ّق للشيء بدون ركنه، ولا يخفى أن ّ هذه الوجوه إنما<br />
تقوم حجة على من يجعل الطاعات ركنا ً من حقيقة الإيمان ، بحيث إن ّ<br />
تاركها لا يكون مؤمنا ً كما هو رأي المعتزلة، لا على مذهب من ذهب على<br />
أ ّا ركن من الإيمان الكامل بحيث لا يخرج تاركها عن حقيقة الإيمان،<br />
كما هو مذهب الشافعي رحمه االله، وقد سبق تمسكات المعتزلة بأجوبتها<br />
(١)<br />
(٣)<br />
١٢<br />
١٢<br />
"<br />
!٢٨٢<br />
(٤)<br />
(٢)<br />
(١)<br />
(٢)<br />
(٣)<br />
(٤)<br />
الشيء لا يعطف على نفسه، ولا الجزء على كل ّه، كذا في "شرح المواقف".<br />
قوله: [لامتناع اشتراط] أي: لامتناع اشتراط الجزء بكل ّه، فإنه يؤول إلى اشتراط الشيء بنفسه؛ لأن ّ<br />
كل ّ جزء من أجزاء الشرط شرط أيضا ً للمشروط؛ لأن ّ الموقوف عليه للموقوف عليه الشي ء، موقوف<br />
عليه لذلك الشيء.<br />
"نظم". ١٢<br />
قوله: [لا تحق ّق للشيء] فلو كان العمل ركنا ً للإيمان ل َما تحق ّق الإيمان بدون العمل؛ إذ الكل ّ لا<br />
يتحق ّق بدون الجزء.<br />
١٢<br />
١٢<br />
قوله: [من حقيقة الإيمان] بحيث يكون داخلا ً في قوام حقيقة، حتى يلزم من عدمها عدمه.<br />
قوله: [من الإيمان الكامل] قال الملا ّ السيالكوتي عن العقائد الإسلامي ة في "حاشية الدوا ني":<br />
الإسلام يتحق ّق بالنطق، والعمل الصالح عندنا وصف مكمل له لا جز ء، وعند فقهاء أهل الحديث<br />
ومتكل ّميهم جزء مكمل ولا يفوت الإيمان بفواته بل كماله، وعند الخوارج والمعتزلة جزء مقوم<br />
فيفوت بفواته.