Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
لأ[<br />
القوم الخاسرون، فإن قيل: الجزم بأن ّ العاصي يكون في النار يأس من االله<br />
تعالى، وبأن ّ المطيع يكون في الجنة أمن من االله، فيلزم أن يكون المعتزلي ّ<br />
كافرا ً، مطيعا ً كان أو عاصيا ً؛ لأنه إما آمن أو آئس ، ومن قواعد أهل<br />
السنة والجماعة أن لا يكفر أحد من أهل القبلة قلنا: هذا ليس بيأس<br />
ولا أمن؛ لأنه على تقدير العصيان لا ييئس أن يوف ّقه االله تعالى للتوبة والعمل<br />
الصالح، وعلى تقدير الطاعة لا يأمن من أن يخذله االله فيكتسب، وذا<br />
يظهر الجواب عما قيل: إن ّ المعتزلي إذا ارتكب كبيرة لزم أن يصير كافرا ً<br />
ليأسه من رحمة االله تعالى ولاعتقاده أنه ليس بمؤمن، وذلك لأنا لانسل ّم<br />
أن ّ اعتقاد استحقاقه النار يستلزم اليأس ، وأن ّ اعتقاد عدم إيمانه المفسر<br />
بمجموع التصديق والإقرار والأعمال، بناء على انتفاء الأعمال، يوجب<br />
الكفر هذا والجمع بين قولهم: لا يكف ّر أحد من أهل القبلة، وقولهم:<br />
(٤)<br />
(١)<br />
،<br />
(٣)<br />
(٥)<br />
(٢)<br />
،<br />
(٦)<br />
(١)<br />
(٢)<br />
(٣)<br />
(٤)<br />
(٥)<br />
(٦)<br />
قوله: نه إ ما آمن أو آئ س] لأنه إن كان مطيعا ً اعتقد أن ّ ثوابه واجب على االله تعالى وأن ّ عذابه<br />
محال، وإن كان عاصيا ً اعتقد أن ّ خلوده في النار واجب على االله تعالى وأن ّ ثوابه محال.<br />
قوله: [أن لا يكفر أحد... إلخ] قال العلا ّمة الخيالي: معنى هذه القاعدة: أنه لا يكفر في المسائ ل<br />
الاجتهادية؛ إذ لا نزاع في تكفير من أنكر ضروريات الدين، ث ُم إن ّ هذه القاعدة للشيخ الأشعري<br />
وبعض متابعيه، وأما البعض الآخر فلم يوافقهم، وهم اللذين كف ّروا المعتزلة والشيعة في بعض المسائل،<br />
فلا احتياج إلى الجمع لعدم اتحاد القائل.<br />
قوله: [أهل القبلة] قد تقدم تعريفه عن "شرح الفقه الأكبر" في بحث الكبائر.<br />
قوله: [وذلك] أي: ظهور الجواب.<br />
قوله: [يستلزم اليأس] لأنه لا ييئس أن يوف ّقه االله تعالى للتوبة والعمل الصالح.<br />
قوله: [يوجب الكفر] أي: لا نسل ّم أن ّ هذا الاعتقاد يوجب الكفر، أما عندنا فظاهر؛ لأن ّ الأعمال عندنا<br />
١٢ "ن"<br />
١٢<br />
١٢<br />
١٢<br />
"<br />
Å<br />
!٣٥٤<br />
١٢<br />
#