Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
#<br />
يكفر من قال بخلق القرآن، أو استحالة الرؤية، أو سب الشيخين، أو لعنهما<br />
وأمثال ذلك مشكل (وتصديق الكاهن بما يخبره عن الغيب كفر) لقوله<br />
عليه السلام: ½من أتى كاهنا ً فصدقه بما يقول فقد كفر بِما أنزل االله تعالى<br />
على محمد¼ عليه السلام، والكاهن هو الذي يخبر عن الكوائن في مستقبل<br />
الزمان، ويدعي معرفة الأسرار ومطالعة علم الغيب ، كان في العرب كهنة<br />
يدعون معرفة الأمور، فمنهم من كان يزعم أن ّ له رئيا ً من الجن<br />
يلقى إليه الأخبار، ومنهم من كان يزعم أنه يستدرك الأمور بفهم أعطيه،<br />
والمنجم إذا ادعى العلم بالحوادث الآتية فهو مثل الكاهن، وبالجملة العلم<br />
بالغيب أمر تفرد به االله تعالى، لا سبيل إليه للعباد إلا ّ بإعلام منه تعالى، أو<br />
إل ْهام بطريق المعجزة أو الكرامة، أو إرشاد إلى الاستدلال بالأمارات فيما<br />
(٤)<br />
، وتابعة<br />
(٣)<br />
١٢ "ن"<br />
(٢)<br />
"(٤)<br />
!٣٥٥<br />
.<br />
(١)<br />
(١)<br />
(٢)<br />
(٣)<br />
خارجة عن الإيمان، وأما عندهم فلأن ّ تارك العمل لا مؤمن ولا كافر.<br />
قوله: [مشكل] ويمكن الجمع بينهما على ما قاله العلا ّمة الخيالي من أن ّ التكفير مذهب بعض الفقهاء،<br />
ولكن المحق ّقين منهم كالإمام أبي حنيفة والإمام الشافعي وغيرهما والمتكل ّمين من الأشعرية والماتريدية<br />
لم يروا إخراجهم من سواد المسلمين، وقالوا: هم فساق عصاة ضلال، كذا في "الشفا".<br />
قوله: [مطالعة علم الغيب] أي: إط ّلاعه، و½الغيب¼ هو الخفي الذي لا يدركه الحس ولا يقتضيه<br />
١٢<br />
بداهة العقل، وهو قسمان: قسم لا دليل عليه، وهو المعنى بقوله تعالى: ﴿وعِنده مف َاتِح ال ْغيبِ لا َ<br />
يعل َمها إِلا َّ هو﴾ لأا[ نعام: ٥٩]، وقسم: نصب عليه دليل كالصانع وصفاته واليوم الآخر وأحواله، قاله<br />
القاضي البيضاوي.<br />
١٢<br />
قوله: [رئيا ً من الجن] قال في "الصحاح"، يقال: ½له رئي من الجن¼ أي: مس، والمعنى: أن ّ له تعل ّقا ً<br />
وقربا ً من الجن و ½رئي¼ على وزن فعيل "خيالي"<br />
قوله: [تابعة] بالنصب عطف على ½رئيا¼ وهو اسم لفريق من الجن. ١٢"خيالي"<br />
١٢ .