Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
ف[<br />
#<br />
من الكافر والفاسق إيمانه وطاعته، لا كفره ومعصيته، زعما ً منهم أن ّ إرادة<br />
القبيح قبيحة كخلقه وإيجاده، ونحن نمنع ذلك ، بل القبيح كسب القبيح<br />
والاتصاف به، فعندهم يكون أكثر ما يقع من أفعال العباد على خلاف إرادة<br />
االله تعالى، وهذا شنيع جدا. حكي عن عمرو بن عبيد أنه قال: ما ألزمني<br />
أحد مثل ما ألزمني مجوسي، كان معي في السفينة، فقلت له: لِم لا تسلم؟<br />
فقال: لأن ّ االله تعالى ل َم يرد إسلامي، فإذا أراد إسلامي أسلمت. فقلت<br />
للمجوسي: إن ّ االله تعالى يريد إسلامك، ولكن الشياطين لا يتركونك. فقال<br />
(١)<br />
١٢<br />
"<br />
!٢٠٨<br />
(٢)<br />
(٣)<br />
(١)<br />
(٢)<br />
(٣)<br />
قوله: [ونحن نمنع ذلك... إلخ] أي: لا نسل ّم قبح الإرادة والخلق، بل نقول: إن ّ إرادة االله تعالى على<br />
نوعين: إرادة تتعل ّق بالأمر، وإرادة تتعل ّق بالخلق، فالإرادة المتعل ّقة بالأمر أن يريد من العبد فعل ما<br />
أمره، وأما إرادة الخلق فأن يريد ما يفعله هو، فإرادة الأمر هي المتضمنة للمحبة والرضاء وهي الإرادة<br />
الدينية، والإرادة المتعل ّقة بالخلق هي المشيئة وهي الإرادة الكونية القدرية، فالأولى كقوله تعالى:<br />
﴿يرِيد الل َّه بِك ُم ال ْيسر ولا َ يرِيد بِك ُم ال ْعسر﴾ [البقرة:<br />
عنك ُم الرجس أ َهل َ ال ْبيتِ ويط َهرك ُم تط ْهِيرا﴾[الأحزاب:<br />
[١٨٥<br />
[٣٣<br />
وقوله تعالى: ﴿إِنما يرِيد الل َّه لِيذ ْهِب<br />
والثانية كقوله تعالى: ﴿ف َمن يرِدِ الل َّه أ َن ْ<br />
يهدِيه يشرح صدره لِلإِسلا َمِ ومن يرِد أ َن ْ يضِل َّه يجعل ْ صدره ضيق ًا حرجا﴾[الأنعام:<br />
وقوله ١٢٥]،<br />
تعالى حكاية ً عن نوح عليه السلام: ﴿ولا َ ينف َعك ُم نصحِي إِن ْ أ َردت أ َن ْ أ َنصح ل َك ُم إِن ْ ك َان َ الل َّه يرِيد أ َن ْ<br />
يغوِيك ُم﴾[هود: ٣٤]، فالكفر والفسوق والعصيان ليس مرادا ً للرب عزوجل ّ بالاعتبار الأول، والطاعة<br />
موافقة لتلك الإرادة، كذا نق ّح هذه المسئلة بعض العلماء.<br />
١٢<br />
قوله: [وهذا شنيع] فإنه يلزم منه العجز الشديد، تعالى االله عن ذلك علوا ً كبيرا ً.<br />
قوله:<br />
١٢<br />
قال: لأن ّ... إلخ] قيل: الظاهر أن ّ اوسي أراد السخرية، لا أنه قائل بإرادته تعالى كما زعم<br />
البعض، ويدل ّ عليه قوله:<br />
اوس.<br />
½ما ألزمني¼ انتهى. قلت: وتحقيقه موقوف على البحث عن عقيدة