664-1

و أ
ي ًاي مح و
،
(١)
# الصانع
وأ ما بدونه فيستغني الحادث عن المحدث والإحداث،‏ وفيه تعطيل
الرابع:‏ أنه لو حدث لحدث إما في ذاته فيصير محلا للحوادث،‏ في غيره
كما ذهب إليه أبو الهذيل من أن ّ تكوين كل ّ جسم قائم به،‏ فيكون كل ّ
جسم خالقا ً ومكونا ً لنفسه،‏ ولا خفاء في استحالته،‏ ومبنى هذه الأدل ّة
على أن ّ التكوين صفة حقيقية كالعلم والقدرة،‏ والمحق ّقون من المتكل ّمين
على أنه من الإضافات والاعتبارات العقلية،‏ مثل كون الصانع تعالى
وتقدس قبل كل ّ شيء ومعه وبعده ومذكورا ً بألسنتنا ومعبودا ً ومميتا ً
ونحو ذلك،‏ والحاصل في الأزل هو مبدأ التخليق والترزيق والإماتة
(٤)
(٢)
(٦)
١٢
"
!١٧٨
(٥)
(٣)
(١)
قوله:‏ ‏[فيه تعطيل الصانع]‏ لأنه إذا جاز حدوث حادث بدون التكوين جاز حدوث جميع الحواد ث
بدونه لعدم الفصل بينهما،‏ وفيه تعطيل الصانع وهو محال.‏
١٢
١٢
١٢
(٢)
(٣)
(٤)
قوله:‏ ‏[في ذاته]‏ أي:‏ ذات االله تعالى على ما ذهب إليه الكرامية.‏
قوله:‏ ‏[فيكون كل ّ جسم...‏ إلخ]‏ إذ لا معنى للخالق إلا ّ من قام به الخلق،‏ والمكون إلا ّ من قام به
التكوين.‏
قوله:‏ ‏[ومبنى هذه الأدل ّة]‏ أي:‏ مبنى هذه الوجوه الدال ّة على أزلية التكوين على أنه صفة حقيقية،‏ وأما
إذا كانت اعتبارية كما ذهب إليه الأشعرية،‏ فالأدل ّة غير تامة،‏ أما الأول والرابع فلأنه لا يلزم كونه
تعالى محلا للحوادث على هذا التقدير،‏ وأما الثالث فلأن ّ التسلسل في الاعتباريات غير مستحيل،‏ وأما
الثاني فهو تام‏،‏ كما أشار إليه العلا ّمة الخيالي بقوله:‏ ‏½كأنه أراد ما عدا الدليل الثاني¼.‏
قوله:‏ ‏[من الإضافات]‏ الإضافة عند المتكل ّمين معنى موهوم يتعق ّل من نبسة شيء إلى شيء،‏ فالتكوين
إضافة بين الخالق ومخلوقه.‏
قوله:‏ ‏[والحاصل في الأزل...‏ إلخ]‏ يعني:‏ أن ّ الحاصل في الأزل مبدأ هذه الأشياء مثل القدرة،‏ وأما
هذه الأشياء فقائمة فيما يستقبل،‏ فإن ّ القدرة باعتبار تعل ّقه إلى المخلوقات يسمى تخليقا ً،‏ وباعتبار
تعل ّقه إلى المرزوقات يسمى ترزيقا ً،‏ وغير ذلك من الإضافات والاعتبارات.‏
١٢
١٢ ‏"ن"‏
(٥)
(٦)