Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
#<br />
(١)<br />
يستلزم الفناء، بل يكفي الخروج عن الانتفاع به، ولو سل ّم فيجوز أن<br />
يكون المراد أن ّ كل ّ ممكن فهو هالك في حد ذاته، بمعنى أن ّ الوجود<br />
الإمكاني بالنظر إلى الوجود الواجبي بمنزلة العدم (باقيتان لا تفنيان ولا<br />
يفنى أهلهما) أي: دائمتان لا يطرأ عليهما عدم مستمر ، لقوله تعالى في<br />
حق الفريقين: ﴿خالِدِين فِيها أ َبدا﴾[النساء: وأما ما قيل من أما<br />
لكان ولو لحظة تحقيقا ً لقوله تعالى: ﴿ك ُل ُّ شيءٍ هالِك إِلا َّ<br />
وجهه﴾[القصص: ٨٨] فلا ينافي البقاء ذا المعنى ؛ لأنك قد عرفت أنه<br />
(٣)<br />
(٥)<br />
(٤)<br />
(٢)<br />
(٦)<br />
.[٥٧<br />
١٢ "(٦)<br />
!٢٥٢<br />
(١)<br />
(٢)<br />
(٣)<br />
(٤)<br />
قوله: [ولو سل ّم] جواب ثالث على سبيل التنزل، أي: لو سل ّم أن ّ المراد من دوام الأكل دوام صورته<br />
بحيث لا يخرج عن الانتفاع به آنا ً، فيجوز أن يكون المراد من هلاك كل ّ شيء في الآية أنه هال ك في<br />
حد ذاته لضعف الوجود الإمكا ني ّ، فأكل الجنة دائم لكنه في حد ذاته هالك بالنظر إلى وجوده<br />
الإمكاني، كأنه معدوم فلا منافاة ذا المعنى بين الدوام والهلاك.<br />
قوله: [بمنزلة العدم] كما قالت الصوفية قدس االله أسرارهم: إن ّ الممكنات اعتبارية لا وجود لها، وإنما<br />
هي عكوس وظلال فهي هالكة في نفس ذاا، كذا يستفاد من عامة الكتب.<br />
١٢<br />
١٢<br />
قوله: [لا تفنيان] قال أهل السنة والجماعة نصرهم االله: سبعة لا تفنى العرش والكرسي واللوح والقلم<br />
والجنة والنار بأهلهما والأرواح، يدل ّ عليه قوله تعالى ﴿ويوم ينف َخ فِي الصورِ ف َف َزِع من فِي السماواتِ<br />
ومن فِي الأَرضِ إِلا َّ من شاءَ الل َّه﴾[النمل:<br />
،[٨٧<br />
يعني الجنة والنار بأهلهما من ملائكة العذاب والحور<br />
العين، كما في "بحر الكلام"، كذا في "الجوهرة المنيفة". ١٢<br />
قوله: [عدم مستمر] هذا بناء على ما قدمه من أن ّ المراد بالدوام الدوام العرفي، أي: عدم طريان العدم<br />
زمانا يعتد به، وهذا لا ينافي الهلاك لحظة.<br />
١٢<br />
١٢ "ن"<br />
(٥)<br />
قوله: [ما قيل] القائل بعض أهل السنة.<br />
قوله: [ذا المعنى] أي: عدم طريان العدم المستمر.