23.02.2017 Views

664-1

  • No tags were found...

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

(١)<br />

إلى الجزم بأحد جانبيها،‏ ومنها ما هي واجبات أو ممتنعات لا تظهر للعقل<br />

إلا بعد نظر دائم وبحث كامل لو اشتغل الإنسان به لتعط ّل أكثر مصالحه<br />

فكان من فضل االله تعالى ورحمته إرسال الرسل لبيان ذلك،‏ كما قال االله<br />

تعالى:‏ ‏﴿وما أ َرسل ْناك إِلا َّ رحمة ً لِل ْعال َمِين‏﴾[الأنبياء:‏ ‏(وأيدهم)‏ أي:‏<br />

الأنبياء ‏(بالمعجزات الناقضات للعادات)‏ جمع معجزة،‏ وهي أمر يظهر<br />

بخلاف العادة على يد مدعي النبوة عند تحدي المنكرين على وجه يعجز<br />

المنكرين عن الإتيان بمثله،‏ وذلك لأنه لولا التأييد بالمعجزة لِما وجب<br />

قبول قوله،‏ ولِما بان الصادق في دعوى الرسالة عن الكاذب،‏ وعند ظهور<br />

المعجزة يحصل الجزم بصدقه بطريق جري العادة بأن ّ االله تعالى يخلق<br />

،<br />

(٢)<br />

١٢<br />

(٤)<br />

.[١٠٧<br />

(٥)<br />

(٣ )<br />

(١)<br />

(٢)<br />

قوله:‏ ‏[واجبات]‏ كحدوث العالم وكونه تعالى عالِما ً بكل ّ جزئي متغير،‏ وكونه قادرا ً مريدا ً شائيا ً.‏<br />

قوله:‏ ‏[لتعط ّل أكثر مصالحه]‏ إذ لو أمكن مثلا ً معرفة الأدوية وطبائعها وخواصها للعامة بالتجربة ففي<br />

دهر طويل ويقعون في المهالك قبل قدرة استكمال التجربة مع أن ّ اشتغالهم بذلك يوجب تعط ّل<br />

الصناعات الضرورية،‏ والشغل عن مصالح المعاش.‏ ‏"شرح المواقف".‏<br />

قوله:‏ ‏[وما أرسلناك...‏ إلخ]‏ فإنه عليه السلام بين أمرالدين والدنيا لكل ّ من آمن وكفر،‏ لكن من<br />

كفرلم يهتد دايته ولم ينتفع برحمته،‏ وقد يوجه كونه عليه السلام رحمة ً للكافرين بأ ّم آمنوا بدعائه<br />

عن الخسف والمسخ،‏ قاله العلا ّمة الخيالي.‏<br />

قوله:‏ ‏[وهي أمر...‏ إلخ]‏ للمعجزة سبعة شروط،‏ أشار الشارح إليها في التعريف،‏ الأول:‏ أن يكون<br />

فعل االله تعالى،‏ الثاني:‏ أن يكون خارقا ً للعادة،‏ الثالث:‏ أن ّ يتعذ ّر معارضته،‏ الرابع:‏ أن يكون مقرونا ً<br />

بالتحدي،‏ الخامس:‏ أن يكون موافقا ً للدعوى،‏ السادس:‏ أن لا يكون ما ادعاه وأظهره مكذ ّبا ً له،‏<br />

السابع:‏ أن لا تكون المعجزة متقدمة على الدعوى،‏ بل مقارنة لها أو متأخرة عنها بزمان يسير يعتاد<br />

مثلها،‏ قاله المحق ّق الدواني في ‏"شرح العقائد العضدية".‏<br />

قوله:‏ ‏[بطريق جري العادة...‏ إلخ]‏ إشارة إلى أن ّ دلالة المعجزة على الصدق ليست عقلية محضة،‏ كما<br />

١٢<br />

١٢<br />

#<br />

١٢<br />

"(٥)<br />

Å<br />

!٢٩٨<br />

(٣)<br />

(٤)

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!