Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
(١)<br />
# ال ْمسِيح<br />
م أقوى وبالتقديم أولى، الرابع: قوله تعالى: ﴿ل َن يستنكِف أ َن ْ<br />
يك ُون َ عبدا لِل َّهِ ولا َ ال ْمل َائِك َة ُ ال ْمق َربون َ﴾[النساء: فإن ّ أهل اللسان<br />
يفهمون من ذلك أفضلية الملائكة من عيسى عليه السلام؛ إذ القياس في مثله<br />
الترق ّي من الأدنى إلى الأعلى، يقال: ½لا يستنكف من هذا الأمر الوزير ولا<br />
السلطان¼، ولا يقال: ½السلطان ولا الوزير¼، ث ُم لا قائل بالفصل بين عيسى<br />
عليه السلام وغيره من الأنبياء، والجواب أن ّ النصارى استعظموا المسيح<br />
بحيث يترف ّع من أن يكون عبدا ً من عباد االله تعالى، بل ينبغي أن يكون ابنا ً له<br />
سبحانه؛ لأنه مجرد لا أب له، وكان يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى<br />
بخلاف سائر عباد االله تعالى من بني آدم، فرد عليهم بأنه لا يستنكف من<br />
ذلك المسيح ولا من هو أعلى منه في هذا المعنى ، وهم الملائكة الذين لا<br />
[١٧٢<br />
(٣)<br />
:<br />
(٢)<br />
١٢ "(٣)<br />
!٣٦٨<br />
(١)<br />
قوله: [لن يستنكف المسيح... إلخ] حاصل الاستدلال بالآية أنه قد ثبت من طريق اللغة أن ّ مثل هذا<br />
الكلام يدل ّ على أن ّ المعطوف أفضل من المعطوف عليه؛ لأنه لا يجوز أن يقال: لن يستنكف الوزير<br />
أن يكون خادما ً للملك ولا الشرطي أو الحارس، وإنما يقول: لن يسنتنكف الشرطي أن يكون خادما ً<br />
للملك ولا الوزير، ففي مثل هذا التركيب يترق ّى من الأدنى إلى الأعلى، فإذا ثبت تفضيلهم على عيسى<br />
عليه السلام ثبت في حق غيره؛ إذ لم يقل أحد إنهم أفضل من بعض الملائكة دون بعض.<br />
العقيدة الطحاوية".<br />
قوله: [والجواب... إلخ] حاصل الجواب أنه لا نزاع في فضل قوة الملك وقدرته وشدته وعظم<br />
خلقه، وفي العبودية خضوع وذل ّ وانقياد، وعيسى عليه السلام لا يستنكف عنها ولا من هو أقدر منه<br />
وأقوى وأعظم خلقا ً، ولا يلزم من مثل هذا التركيب الأفضلية المطلقة من كل ّ وجه.<br />
العقيدة الطحاوية".<br />
قوله: [في هذا المعنى] أي: في التجرد لكوم بلا أب وأم، وإصدار الأفعال العجيبة.<br />
١٢ "شرح<br />
١٢ "شرح<br />
(٢)