23.02.2017 Views

664-1

  • No tags were found...

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

(١)<br />

جماد لا حياة له ولا إدراك،‏ فتعذيبه محال.‏ والجواب:‏ أنه يجوز أن يخلق<br />

االله تعالى في جميع الأجزاء أو في بعضها نوعا ً من الحياة قدر ما يدرك ألم<br />

العذاب أو لذ ّة التنعيم،‏ وهذا لا يستلزم إعادة الروح إلى بدنه،‏ ولا أن<br />

يتحرك ويضطرب أو يرى أثر العذاب عليه،‏ حتى أن ّ الغريق في الماء<br />

والمأكول في بطون الحيوانات و المصلوب في الهواء يعذ ّب وإن لم نط ّلع<br />

عليه،‏ ومن تأمل في عجائب ملكه وملكوته وغرائب قدرته وجبروته لم<br />

يستبعد أمثال ذلك فضلا ً عن الاستحالة،‏ واعلم أنه ل َما كان أحوال القبر<br />

(٢)<br />

(٣)<br />

#<br />

١٢<br />

(١)<br />

(٢)<br />

(٣)<br />

تلجلجه إذا سئ ل،‏ والنكير إنما هو تقريع الملكين له،‏ وهو خلاف ظاهر الحديث،‏ كذا في ‏"الدوا ني ّ<br />

على العقائد".‏<br />

قوله:‏ ‏[جماد لا حياة له]‏ جوز بعضهم تعذيب غير الحي‏،‏ ولا شك أنه سفسطة،‏ وأما تعذيب<br />

المأكول بخلق نوع من الحياة في بطن الآكل فواضح الإمكان،‏ كدودة في الجوف وفي خلال البدن،‏<br />

فإ ّا تتألم ّ وتتلذ ّذ بلا شعور منا.‏<br />

‏"خيالي".‏ ١٢<br />

قوله:‏ ‏[لا يستلزم إعادة الروح...‏ إلخ]‏ هذا جواب إشكال أورده المعتزلة مستدل ّين بقوله تعالى:‏ ‏﴿لا َ<br />

يذ ُوق ُون َ فِيها ال ْموت إِلا َّ ال ْموتة َ الأُول َى﴾[الدخان:‏ ‎٥٦‎‏]؛ إذ لو أعيد الروح في القبر يوجب أن يذوقوا<br />

موتا ً ثانيا ً قبل البعث،‏ وحاصل الجواب أن ّ المستلزم لإعادة الروح إنما هو الحياة الكاملة،‏ وأما إدراك<br />

الألم واللذة فيمكن أن يحصل بأدنى تعل ّق للروح بالبدن،‏ سواء كان الروح فوق السماء السابعة أو<br />

محبوسا ً في سجين.‏<br />

١٢ ‏"ن"‏<br />

قوله:‏ ‏[لم يستبعد...‏ إلخ]‏ قال الإمام الغزالي ّ قدس سره:‏ الأصح والأسلم أن تصدق بأن ّ الحية مثلا ً<br />

موجودة تلدغ الميت،‏ ولكنا لا نشاهد ذلك،‏ فإن ّ هذه العين لا تصلح لمشاهدة تلك الأمور<br />

الملكوتية،‏ وكل ّ ما يتعل ّق بالآخرة فهو من عالم الملكوت،‏ ألا ترى أن ّ الصحابة كيف كانوا يؤمنون<br />

بنزول جبرئيل وما كانوا يشاهدون،‏ ويؤمنون بأنه صل ّى االله تعالى عليه وسل ّم يشاهده،‏ فإن كنت لا<br />

"<br />

Å<br />

!٢٤١

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!