664-1

فوق َ
#
تدرك ا الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة ونحو ذلك،‏ عند التماس
والاتصال به.‏ ‏(وبكل ّ حاسة منها)‏ أي:‏ من الحواس الخمس ‏(ي
يط ّلع ‏(على ما وضعت هي)‏ أي:‏ تلك الحاسة ‏(له)‏ يعني:‏ أن ّ االله تعالى قد
خلق كلا ّ من تلك الحواس لإدراك أشياء مخصوصة،‏ كالسمع للأصوات،‏
والذوق للطعوم،‏ والشم للروائح،‏ لا يدرك ا ما يدرك بالحاسة الأخرى.‏
وأما أنه هل يجوز ذلك ؟ ففيه خلاف بين العلماء،‏ والحق الجواز لِما أن ّ
ذلك بمحض خلق االله تعالى من غير تأثير للحواس‏،‏ فلا يمتنع أن يخلق االله
عقيب صرف الباصرة إدراك الأصوات مثلا ً.‏ فإن قيل أليست الذائقة
تدرك حلاوة الشيء وحرارته معا ً؟ قلنا:‏ لا ، بل الحلاوة تدرك بالذوق،‏
والحرارة باللمس الموجود في الفم واللسان.‏ ‏(والخبر الصادق)‏ أي:‏ المطابق
للواقع
( أي:‏
:
(٣)
(١)
(٢)
(٤)
..............................................................
،
(٥)
١٢ "(٥)
!٧٧
١٢
(١)
(٢)
(٣)
(٤)
قوله:[له]‏ الضمير راجع إلى ‏½ما¼.‏
قوله:[لا يدرك ا]‏ إشارة إلى أن ّ تقديم قول المصنف:‏ ‏½بكل ّ حاسة¼‏ على متعل ّقه وهو قوله:‏ ‏½يوقف¼‏
للحصر،‏ فإن ّ تقديم ما حق ّه التأخير يفيد الحصر.‏
١٢
قوله:‏ ‏[فإن قيل]‏ حاصل السؤال أن ّ قولكم:‏ ‏½لا يدرك بحاسة ما يدرك بالحاسة الأخرى¼‏ منقوض
بالقوة الذائقة،‏ فإ ّا تدرك حلاوة الشيء وحرارته،‏ مع أن ّ الحرارة إنما تدرك باللامسة.‏
١٢
قوله:‏ ‏[قلنا:‏ لا]‏ أي:‏ ليس الأمر كذلك،‏ فإن ّ الحلاوة تدرك بالذائقة،‏ والحرارة إنما تدرك باللامسة
المنتشرة على جرم اللسان لا بالذائقة.‏
١٢
قوله:‏ ‏[المطابق للواقع]‏ أي:‏ الخبر الذي طابق الواقع صادق،‏ سواء طابق الاعتقاد أو لا.‏